كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن وجود خلافات داخل الحكومة بشأن استحواذ أبوظبي على صحيفة التلغراف ومجلة سبيكتاتور البارزتين، بسبب المخاوف من وجود رقابة على حرية التعبير.
وظلت الصحيفتان تحت سيطرة عائلة باركلي لمدة عقدين من الزمن. لكن في يونيو من هذا العام، سيطرت مجموعة لويدز المصرفية على مجموعة تلغراف ميديا جروب بعد أن فشلت العائلة في سداد القروض المتأخرة البالغة حوالي 1.2 مليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار).
وقدمت شركتان محليتان، إلى جانب شركة "رد بيرد آي إم آي" RedBird IMI، المملوكة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم عرضاً للاستحواذ على الشركتين، ووافقت على توفير التمويل لبنك باركليز لسداد قروضه ومن ثم الاستحواذ على المجموعة الإعلامية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتناقش شركة لويدز الآن صفقة الإماراتيين المقترحة، مما أثار القلق بين أعضاء البرلمان المحافظين بشأن مستقبل إحدى الصحف.
وقد حذرت وزيرة الثقافة البريطانية، لوسي فريزر، في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن استحواذ صندوق الاستثمار المدعوم من أبوظبي على الصحيفة والمجلة، اللتين تتحالفان تقليدياً مع حزب المحافظين، يمكن أن يقوض "حرية التعبير عن الرأي" ويمنع حرية التعبير، وفقاً لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
وتعتزم فريزر إطلاق تحقيق تنظيمي لتحديد ما إذا كانت عملية الاستحواذ المقترحة ستكون في المصلحة العامة، وفقًا لصحيفة التايمز التابع لروبرت مردوخ، مالك مجموعة "أخبار المملكة المتحدة".
في حين أعربت وزارة الخارجية عن مخاوفها لحكومة المملكة المتحدة من التداعيات الدبلوماسية المحتملة إذا لم يتم تنفيذ الصفقة، بالنظر إلى الدور السياسي الرئيسي الذي تلعبه الإمارات في الشرق الأوسط، وفقًا لصحيفة التايمز.
وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود، تحتل الإمارات المرتبة 145 عالمياً في حرية الصحافة، بسبب سجلها في "منع وسائل الإعلام المستقلة المحلية والأجنبية من الازدهار من خلال تعقب واضطهاد الأصوات المعارضة".
وكتبت وزارة الثقافة خطاباً إلى Lloyds، وعائلة Barclay، وRedBird IMI، الذين قدموا طلبات شراء الصحيفتين، تشير فيها إلى أنها ستصدر إشعاراً بالتدخل للمصلحة العامة، الأمر الذي من شأنه أن يدفع المنظمين إلى التحقيق.
وفي مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، وعد جيف زوكر، الرئيس السابق لشبكة سي إن إن والذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركة RedBird IMI، حكومة المملكة المتحدة بأنه سيضمن استقلال الصحيفة.
وقال: "هناك سبب وراء قيام الناس برمي الطين ورمي السهام؛ لأنهم يريدون امتلاك هذه الأصول". وقال لصحيفة فايننشال تايمز: "ولديهم أصولهم الإعلامية الخاصة لمحاولة إيذائنا".