أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات

تعبيرية
ترجمة خاصة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 23-12-2025

كشف تحقيق تحليلي أعدّه الأكاديمي المتخصص في تحليل الإعلام والتضليل الرقمي، مارك جونز أوين، عن ظهور شبكة منظمة من المؤثرين الإماراتيين خلال الفترة الأخيرة، تعمل ضمن منظومة رقمية وإعلامية متكاملة لترويج سرديات سياسية محددة، في مقدمتها استهداف جماعة الإخوان المسلمين، وربطها بالإرهاب والهجرة وعدم الاستقرار في أوروبا والشرق الأوسط.

ويشير التحليل إلى أن هذه الشبكة لم تنشأ بشكل عفوي أو تدريجي، بل ظهرت بصورة متزامنة تقريباً في نهاية عام 2024 وبداية 2025، من خلال حسابات حديثة على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما منصة X، مصحوبة بإنتاج مكثف لمحتوى مرئي ومكتوب، وحضور لافت في مؤسسات فكرية وفعاليات دولية غربية.

ظهور مفاجئ وتزامن يثير التساؤلات

بحسب تحليل جونز أوين، فإن ما لا يقل عن عشرة حسابات تعود لأشخاص إماراتيين بدأت نشاطها الإعلامي في فترة زمنية قصيرة جداً، مع تشابه واضح في أسلوب الخطاب، ونوعية الموضوعات، وحتى في الشكل البصري للمحتوى.

ويضم هذا النشاط أسماء مثل روضة الطنيجي، مريم المزروعي، عبيد الزعابي، عبدالقادر المنهالي، ميرا زايد، وماجد السعيدي، الذين يقدّمون أنفسهم كمحللين في قضايا السياسة الدولية، والأمن، والبيئة، والعلاقات الدولية. غير أن قراءة متأنية لمحتواهم تكشف أن اختلاف التخصصات لا يقابله تنوّع حقيقي في السرديات، إذ تصب معظم المواد في اتجاهات سياسية واحدة.

ويلاحظ التقرير أن عدداً من مقاطع الفيديو التي نشرها هؤلاء صُوِّرت في استوديوهات متشابهة أو بخلفيات وإعدادات تقنية متطابقة، ما يعزز فرضية وجود جهة إنتاجية واحدة أو تنسيق مركزي يشرف على صناعة المحتوى وتوجيهه.

سرديات موحدة وهوس بالإخوان المسلمين

يبرز التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل المحور المركزي في خطاب هذه الشبكة، حيث يجري استحضارها وربطها بأحداث وقضايا متعددة، حتى في الحالات التي لا توجد فيها علاقة مباشرة أو مثبتة.

ويضرب جونز أوين مثالاً على ذلك بتناول بعض أفراد الشبكة لهجمات أمنية وقعت في أستراليا وأوروبا، حيث جرى الربط بينها وبين الجماعة، رغم أن التحقيقات الرسمية لم تشير إلى أي صلة تنظيمية أو فكرية.

ولا يقتصر الأمر على القضايا الأمنية، بل تمتد السرديات إلى ملفات الهجرة والاندماج في أوروبا، حيث يُقدَّم المهاجرون القادمون من دول ذات أغلبية مسلمة باعتبارهم تهديداً ديمغرافياً وثقافياً وأمنياً. ويلاحظ التقرير أن هذا الخطاب يتقاطع بشكل واضح مع أطروحات اليمين الأوروبي، أكثر مما يعكس أولويات أو نقاشات داخلية في المجتمع الإماراتي.

مواقع "إخبارية" مشبوهة وبنية تضخيم رقمية

ولا يقتصر نشاط الشبكة على منصات التواصل الاجتماعي، بل يمتد إلى مجموعة من المواقع التي تقدّم نفسها كمنصات إخبارية أو تحليلية مستقلة، من بينها:

The Washington Eye، Daily Euro Times، Brieflex، AfricaLix، وInfoFlix.

ويشير التقرير إلى أن هذه المواقع تشترك في عدد من الخصائص، أبرزها:

  • تسجيلها خلال فترة زمنية متقاربة.
  • غياب أي معلومات واضحة حول هياكلها التحريرية أو فرقها الصحفية.
  • الاعتماد على محتوى مولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي أو معاد تدويره مع تعديلات طفيفة.
  • نشر مقالات رأي أو "تقارير" دون مصادر واضحة أو تحقق مهني.

ويرى جونز أوين أن هذه المنصات تلعب دوراً محورياً في ما يسميه "غسل السرديات"، أي تحويل خطاب سياسي موجّه إلى مادة تبدو صحفية ومحايدة شكلياً، ثم إعادة تدويرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها مصادر موثوقة.

أمجد طه.. حلقة الوصل الأساسية

يبرز اسم أمجد طه كأحد أهم الشخصيات المحورية في هذه الشبكة. فوفق التحليل الشبكي للعلاقات الرقمية، يشكل طه نقطة تقاطع رئيسية بين الحسابات المختلفة، كما يظهر اسمه أو شركته الإعلامية Crestnux Media في عدد من المشاريع والمنصات المرتبطة بهذه المنظومة.

ويشير التقرير إلى أن طه لا يكتفي بدور المحلل أو المعلّق، بل يبدو فاعلاً أساسياً في تنشيط الشبكة، سواء من خلال الربط بين أعضائها، أو عبر إدارة حملات إعلانية مدفوعة لبعض المواقع والمنصات، أو عبر الظهور المشترك في فعاليات دولية.

كما شارك طه إلى جانب عدد من أفراد الشبكة في مؤتمرات وفعاليات في لندن ونيويورك وواشنطن، وظهر في مقابلات مع منصات إعلامية غربية، ما أسهم في تعزيز حضور هذه السرديات داخل الفضاء الإعلامي الغربي.

تقاطع مع اليمين الأوروبي ومنصات عابرة للحدود

ويرصد التقرير تقاطعات واضحة بين الشبكة الإماراتية ومنصات إعلامية يمينية أوروبية، أبرزها منصة Visegrad24، المعروفة بخطابها المعادي للهجرة والإسلام.

وأشار جونز أوين إلى أن إطلاق نسخة مخصصة للشرق الأوسط من هذه المنصة، وظهور شخصيات من الشبكة الإماراتية في محتواها، يعكس وجود تعاون إعلامي يخدم أجندات مشتركة، لا سيما فيما يتعلق بالإسلام السياسي والهجرة والأمن الأوروبي.

ويعتبر التقرير أن هذا التقاطع ليس عرضياً، بل يعكس نمطاً متكرراً من عمليات التأثير العابرة للحدود، حيث تتلاقى سرديات محلية مع خطاب سياسي غربي متطرف، ويتم تبادل المنصات والجمهور.

الذكاء الاصطناعي وصناعة "الخبراء"

ومن أخطر ما يكشفه التقرير، لجوء عدد من أفراد الشبكة إلى نشر كتب خلال فترة زمنية قصيرة عبر دار نشر واحدة، مع غياب شبه كامل للمراجع العلمية والببليوغرافيات.

ويرى جونز أوين أن هذه الكتب تحمل مؤشرات واضحة على أنها كُتبت أو أُنتجت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وأن الهدف منها ليس الإضافة المعرفية، بل صناعة صورة "الخبير" أو "الباحث" أمام المؤسسات الإعلامية ومراكز الفكر الغربية.

ويحذر التقرير من أن هذا الأسلوب بات يشكل أحد أخطر أشكال التضليل الحديثة، حيث تُستخدم التقنيات الرقمية لإنتاج مصداقية زائفة يصعب على الجمهور غير المتخصص التحقق منها.

حضور منظم في الفعاليات والمؤسسات الغربية

إلى جانب النشاط الرقمي، يشير التقرير إلى مشاركة أفراد الشبكة في عدد من المؤسسات الفكرية والفعاليات الغربية، من بينها مؤتمرات مرتبطة بمراكز أبحاث، ومؤسسات سياسية، ومنصات حوار دولية.

ويرى جونز أوين أن هذا الحضور لا يمكن فصله عن البنية الرقمية للشبكة، بل يشكل جزءاً من استراتيجية متكاملة تهدف إلى نقل السرديات من الفضاء الرقمي إلى دوائر صنع القرار والنخب السياسية.

يخلص الأكاديمي البريطاني مارك جونز أوين إلى أن ما يبدو على السطح نشاطاً فردياً لمجموعة من المؤثرين الشباب، هو في الواقع منظومة إعلامية منسقة تعمل عبر:

  • ظهور متزامن للحسابات.
  • محتوى موحد في السرد واللغة.
  • مواقع إخبارية مشبوهة.
  • حملات تضخيم مدفوعة.
  • تقاطع مع منصات يمينية أوروبية.
  • استخدام مكثف للذكاء الاصطناعي.
  • حضور منظم في الفعاليات الدولية.