قالت صحيفة التلغراف اللندنية إن بريطانيا نشرت مستشارين في ليبيا، في إطار حربها على تنظيم "الدولة" الذي بدأ يوسع نشاطه في ليبيا مؤخراً.
ووفقاً للصحيفة، فإن بريطانيا تتكتم على وجود هؤلاء المستشارين، الذين يعملون جنباً إلى جنب مع نظرائهم الأمريكيين في مصراتة في محاولة لوقف تقدم التنظيم في ليبيا.
يأتي هذا في وقت تسعى فيه عواصم القرار الغربية إلى دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، حيث بدأت بالتزامن مع ذلك بتدريب قوات ليبية خاصة بغرض محاربة المليشيات المحلية.
الحكومة البريطانية، رفضت من جانبها التعليق على وجود قوات خاصة بها في ليبيا، غير أن مسؤولين غربيين أكدوا وجود "عدد صغير" من القوات البريطانية في مهمة على مستوى منخفض.
المفاوضات بشأن تشكيل حكومة موحدة في ليبيا، تعثرت رغم كل الجهود التي بذلت، الأمر الذي يجعل من عملية إرسال قوات غربية أو تشكيل وحدة قتالية أو تحالف دولي لمحاربة تنظيم "الدولة" أمراً مطروحاً.
وسبق أن تم الكشف عن خطة دولية لتشكيل قوة دولية، حيث تعهدت بريطانيا بموجب هذه الخطة إرسال 1000 مقاتل، في حين ترسل إيطاليا نحو 5000 آلاف جندي، لغرض تدريب القوات الليبية وتجهيزها بدلاً من الاشتراك بمهمة القتال على الخطوط الأمامية.
ورغم ذلك، فإن العديد من الليبيين ما زالوا مترددين في الموافقة على وجود قوات أجنبية على أراضيهم، ومن المرجح أن يتم إرسال دعوة رسمية من قبل الحكومة الليبية الجديدة المنتظرة لتلك القوات للنزول على الأرض.
إلا أن ذلك قد يبدو بعيداً في الوقت الحالي، في وقت ترى فيه العواصم الغربية ضرورة أن تكون هناك خيارات فورية لتحجيم تنظيم "الدولة" قبل أن يتمكن ويستولي على أراض جديدة.
وبحسب معلومات حصلت عليها التلغراف، فإن عمليات تدريب بدأت فعلياً لعناصر ليبية ولكن على مستوى منخفض، تمهيداً لإشراكهم في المواجهة ضد تنظيم "الدولة".
جوناثان باول، المبعوث الخاص لبريطانيا في ليبيا، ألمح الشهر الماضي إلى إمكانية وجود برنامج تدريبي لتجهيز قوات تكون قادرة على مواجهة تنظيم "الدولة"، وذلك بالاستعانة بعناصر قاتلت خلال الثورة الليبية عام 2011.
وتحدث جوناثان أمام مجلس العموم البريطاني، عن أن هناك العديد من الجماعات المسلحة التي لديها القدرة على التعامل مع تنظيم "داعش"، ولكنها تحتاج إلى أن تكون موحدة ولها قضية مشتركة.
وكشفت صحيفة لوموند الفرنسية الأسبوع الماضي عن وجود قوات فرنسية تقوم بعمليات سرية في بنغازي حيث حققت مليشيا حفتر إنجازات ميدانية على حساب الثوار بذريعة محاربة داعش. وأنكر الفرنسيون هذه التقارير ثم ما لبثوا أن أطلقوا تحقيقا مع الصحيفة لنشرها "أسرار الدولة". وبعد أن اعترف مسؤولون في مليشيا حفتر بوجود فرنسيين في ليبيا تراجعوا عن الاعتراف زاعمين أنهم لن يسمحوا بوجود قوات أجنبية في ليبيا في الوقت الذي يدعون بصورة مستمرة للتدخل الأجنبي.
وتأتي هذه الأنباء بتزامن مع القبض على باخرة تصدر معدات عسكرية ثقيلة وذخائر لمليشيا حفتر في ميناء مصراتة، وأكدت مصادر ليبية أن الباخرة توقفت على ميناء الأسكندرية حيث الدعم المصري والإماراتي العسكري الذي يصل لحفتر من خلال نظام السيسي.