قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن الهجمات التي شنها تنظيم "الدولة" على العاصمة العراقية بغداد، يوم الأحد(28|2)، تظهر أن هذا التنظيم ما يزال لديه القدرة على هزّ العاصمة وشل حركتها، حتى وهو في حالة دفاع عن الناس ويفقد المزيد من أراضيه.
وكان التنظيم قد فجر سيارتين في مدينة الصدر شرق بغداد، الأحد؛ ما أسفر عن مقتل قرابة 70 شخصاً وإصابة العشرات، في حين نقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع العراقية قوله إن التنظيم شن منذ الصباح الباكر ليوم الأحد هجوماً بست سيارات مفخخة على منطقة أبو غريب غرب العاصمة بغداد، ونجح التنظيم في الاستيلاء على صومعة حبوب.
وتشير الواشنطن بوست إلى أن هجوم أبو غريب وضع أكثر من علامة استفهام، حيث أنه يعد الأكثر أهمية منذ أكثر من عام، كما أنه جاء رغم الحديث عن استعدادات القوات الأمنية العراقية لإبعاد التنظيم عن مناطق غرب العاصمة بغداد.
التنظيم، وفقاً للصحيفة، فقد قرابة 30% من الأراضي التي كان يسيطر عليها منذ أن بدأت عملياته للسيطرة على الأرض عام 2014، حيث اعتبر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن ما قام به التنظيم، الأحد، جاء نتيجة الضغط الذي يتعرض له التنظيم.
وفي مدينة الصدر إلى الشرق من بغداد، والتي سبق لها أن تعرضت للعديد من عمليات التفجير، لم يجد الأهالي ما يسعفون به الضحايا سوى عربات الخضار، حيث أظهرت لقطات مصورة (فيديو) خاصة بوزارة الدفاع العراقية جثث عديد من الأطفال الذين قتلوا في هذا الهجوم.
مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، دعا عناصر تياره ومليشياته المعروفة سابقاً باسم جيش المهدي، ليكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن العاصمة، كما دعا الحكومة للتأهب والدفاع عن العاصمة بدلاً من انشغالها بجمع المال، على حد قول الصدر.
الصدر عاد لاعباً مهماً في الأسابيع الماضية، حيث نجح في تنظيم تظاهرة ضخمة في العاصمة العراقية بغداد لإجراء إصلاحات، وسبق له أن وجه انتقادات لاذعة لحكومة حيدر العبادي.
وتظهر العمليات الأخيرة التي شنها التنظيم قدرته على شن عمليات كبيرة، وشل الحركة في العاصمة، في وقت يجري التخطيط فيه لاستعادة مدينة الفلوجة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد، كما تجري خطط موسعة لاستعادة مدينة الموصل في شمال العراق التي سيطر عليها التنظيم منذ يونيو عام 2014.
من جانبهم، دعا بعض قادة «الحشد الشعبي» الإرهابي إلى مساءلة قيادة عمليات بغداد عن «الخرق الأمني» الذي وقع في منطقة أبو غريب، وعن كيفية وصول المسلحين من الصبيحات في الكرمة إلى أبي غريب.
يذكر أن قضاء أبو غريب غربي بغداد، يعتبر من مناطق حزام بغداد التي تشهد إجراءات أمنية بشكل دائم، لكونها أقرب منطقة إلى العاصمة من جهة الأنبار، كما أنها مجاورة للمنطقة المحيطة بمطار بغداد.