قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة، إن بعض الفصائل حصلت على صواريخ غراد لمواجهة تقدم نظام بشار الأسد في حلب.
وقال اثنان من قادة مقاتلي المعارضة في سوريا لوكالة رويترز، الجمعة(12|2)، إن فصائلهم حصلت على كميات جيدة من صواريخ غراد أرض-أرض من داعميهم الأجانب خلال الأيام الأخيرة؛ لمساعدتهم على التصدي لهجوم ينفذه النظام السوري شمالي حلب بدعم من روسيا.
وقال أحد القادة، طالباً عدم نشر اسمه؛ نظراً لحساسية الموضوع: "هو قوة نارية جيدة لصالحنا".
وقال القائد الثاني إن الصواريخ تستخدم في ضرب مواقع للجيش خلف الصفوف الأمامية، مضيفاً: "هو ذراع أطول للفصائل".
ويعتبر صاروخ غراد (BM-21) من أكثر الصواريخ المستخدمة عسكرياً في الحروب والنزاعات الإقليمية؛ نظراً لفعاليته التدميرية، ويعتبر نسخة متطورة عن صاروخ "كاتيوشا"، وهو مصنف في دائرة صواريخ أرض-أرض، ويستمد ميكانيكية عمله من أول صاروخ ألقته ألمانيا على المدن البريطانية في الحرب العالمية الثانية(v-2).
وتطالب المعارضة بصورايخ مضادة للطائرات للتصدي للعدوان الروسي المكثف الذي ساعد قوات النظام والمليشيات الشيعية على إحراز بعض التقدم في حلب ودرعا واللاذقية.
ومنذ توقف مفاوضات جنيف3 بسبب التصعيد الروسي لفرض واقع جديد على الأرض لصالح النظام ما سبب تدفق عشرات آلاف السوريين إلى تركيا، تزايدت التصريحات الرسمية وخاصة السعودية التي تؤكد على التدخل السعودي البري في سوريا لمحاربة داعش، وهو العنوان الذي تتذرع به أيضا موسكو لغزو سوريا وقتل السوريين، ولكن الرياض تعتزم محاربة جميع المليشيات الإرهابية وفق مبدأ التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه الرياض في ديسمبر الماضي.
وأكد مسؤولون أتراك رفيعو المستوى مؤخرا عدم تخليهم عن حلب وأنه جاء الوقت لبقفوا معها، في حين قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن روسيا سوف تنسحب من سوريا مهزومة كما هزمت من قبل في أفغانستان. وأجرى وزير الدفاع القطري الأسبوع الماضي اجتماعات مهمة في أنقرة بدءا بالرئيس أردوغان ورئيس وزرائه ووزير دفاعه قبل أن يصل أمير قطر الشيخ تميم الجمعة لاسنطبول ويجري مباحثات مع الرئيس التركي حول مجمل التطورات.
محللون يؤكدون أن تركيا أكثر المتضررين من انتصار نظام الأسد وسيطرته على حدودها الجنوبية ووجود روسيا بعد التوتر الأخير بينهما، وقد أكد الأسد في تصريحات له الجمعة أن الهدف من معركة حلب هو إعادة السيطرة على الحدود مع تركيا لقطع إمدادات المعارضة. ولكن تركيا ترى في ذلك خطورة أبعد من ذلك بكثير بما يؤثر على مصالحها الجيوسياسية بإقامة كانتون كردي. لذلك يرجح محللون أن التصرف الطبيعي لأنقرة والرياض التي تقاوم المد الصفوي وقطر التي تساند الشعب السوري هو تقديم الدعم للمعارضة السورية وإن تطلب الأمر أن يباشروا في الصراع كما تجري التحضيرات حاليا بالتدخل البري المرتقب والذي لم يستبعده الأسد في تصريحات أمس مساء.