أحدث الأخبار
  • 10:29 . "الصحفيين الإماراتية": 75% من الأعضاء لم يدفعوا رسوم تجديد اشتراكاتهم... المزيد
  • 10:27 . الشرطة الألمانية تعتقل 111 شخصا مؤقتا خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين... المزيد
  • 09:02 . خمسة تريليونات دولار التحويلات المالية في الدولة خلال عام... المزيد
  • 07:57 . البابا فرنسيس يقترح إجراء دراسة دولية حول جرائم الإبادة في غزة... المزيد
  • 07:28 . تركيا تتسبب بمنع الرئيس الإسرائيلي من حضور قمة المناخ... المزيد
  • 06:48 . وصول أربع قوافل مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة... المزيد
  • 06:32 . مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية بـ”حزب الله” في غارة إسرائيلية على بيروت... المزيد
  • 11:31 . إيران تنفي لقاء سفيرها لدى الأمم المتحدة مع إيلون ماسك... المزيد
  • 11:10 . ماكرون يزور السعودية مطلع ديسمبر المقبل... المزيد
  • 10:52 . التحويلات المالية في الإمارات تبلغ 18.6 تريليون درهم خلال عام... المزيد
  • 10:49 . ولي عهد أبوظبي يزور البرازيل للمشاركة في قمة الـ20... المزيد
  • 10:29 . دراسة: تلوث الهواء يرفع معدلات الإصابة بسرطان الرأس والعنق... المزيد
  • 10:24 . الحوثيون يعلنون مهاجمة "هدف حيوي" بميناء إيلات على البحر الأحمر... المزيد
  • 08:30 . جيش الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة الغربية ويشتبك مع مقاومين... المزيد
  • 08:27 . الإمارات تعلن تطوير أول أداة ChatGPT في العالم للمجتمع الزراعي... المزيد
  • 08:26 . هولندا تلحق بالمتأهلين لربع نهائي دوري أمم أوروبا بفوزها على المجر... المزيد

الأصالة والركاكة في الأدب

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
فيما يخص الكتب تحديداً، فإن أمر الاشتغال بها: طباعة ونشراً وترويجاً وتوزيعاً ليس بالهين أو السهل، فدونه مصاعب وعراقيل، ولنجعل الأمر إيجابياً من منطلق القول المعروف عندنا «هونها تهون، كبرها تكبر»، فإننا نسارع لتأكيد أن كل نشاط أو عمل وكل مهنة أو حرفة في هذه الحياة هي في خلاصتها محاولة للارتقاء والتطور والنجاح، وهي طرف من معادلة كبيرة تصب في النهاية في ذلك المجرى النبيل الذي أراده خالق الحياة لنا: عمارة الأرض وبناؤها، وهي عملية شئنا أم أبينا قائمة على الصراع أو لنقل أساسها الصراع والتنافس وبوصف القرآن «التدافع»، بالتدافع يضمن البشر وتضمن الحياة استمرارها، مع ذلك فان التنافس والصراع والتدافع في مجال العمل بالكتب لا يمنعنا من أن نقف احتراماً لكل المبدعين الحقيقيين الصادقين حتى وإن كانوا ضمن دائرة التنافس الشرس، الذي يحكم سوق الكتاب كما يحكم كل أسواق البضائع الأخرى.
لا أحد يستحق الاحترام وإن نشط على أيديهم كثيراً وطويلاً في هذه الأيام أكثر من كتابنا، الذين بدأت أسماء بعضهم تشق طريقها بشكل قوي وسريع نحو الشهرة والظهور والتداول، هؤلاء الكتاب، الذين يضمنون نتاجهم الإبداعي الروائي تحديداً فكراً إنسانياً نبيلاً مضمخاً بروائح الجغرافيا الإماراتية والإنسان والتفاصيل الإماراتية، التي تتكئ على الموروث وجزئيات الثقافة المحلية والذاكرة وسيرة المدينة وتحولاتها خلال الأربعين عاماً الماضيات، متباعدين قدر إمكانهم عن الركاكة والضحالة والفراغ واللامعنى واللاانتماء، هؤلاء علينا ككتاب ونقاد وقراء ومثقفين إن نبحث عنهم وأن نقول لهم امضوا محصنين بمسك المعنى والامتلاء الناصع!

في ركام الكتب التي تصدر هناك ثقافة بلا حدود وهناك تفاهة بلا حدود أيضاً، فأما الجيد والممتلئ بالفكرة والراشح بالتماسك والقوة، التي تنفع الناس فسينتشر وسيبقى، وأما الزبد فسيملأ الشطآن ثم ما يلبث أن يذهب جفاء، الناس تكبر بالوعي، تنمو مع الوضوح والقرار والاختيار، تقوى بالمعلومة والتفنيد ومعرفة الغث من الثمين، الناس الذين تنطلي عليهم تفاهات بعض النتاج الموجود لن يبقوا صغاراً طويلًا، سيغادرون طفولتهم ومراهقة أيام المدرسة واالطيش وسيلتحون بجامعات أكبر وسيختلطون بأناس مختلفين، ستتغير اهتماماتهم وكذا ذائقتهم وسيذهبون إلى حيث تدلهم فطرة البحث عن الأفضل في الأدب وفي القراءة وفي الأصحاب، فلا تراهن كثيراً على سوق الضحالة الأدبية!

وجدت أكثر من كتاب جيد وأكثر من كاتبة جيدة في عالم الرواية (ممن وصل إلى يداي نتاجهم) تواصلت معهم أثنيت على نجاحهم، سعدت بهم كإماراتية أولاً وكقارئة ثانياً وكإنسان شغوف كغيري بالأصالة والرصانة والمعاني الجميلة في الأدب وحيثما كان، وهنا علينا أن نقف كثيراً عند مقولة الأدب الرصين، والأدب البسيط كما يشيع البعض، حيث يقول البعض إن الرصانة في الأدب والمعرفة مرتبطة بالصعوبة والتعقيد، وهذه أمور لا تجذب القارئ الصغير (الشباب والمراهقين الصغار)، وأن الروايات الخفيفة البسيطة الخالية من أي فكر وثقافة ومعنى هي الأنسب لهم والأقرب لعالمهم ولأعمارهم، وهو قول ينفيه رواج أعمال إماراتية بسيطة وخفيفة وقريبة لذائقة الشباب الصغار، لكنها راشحة بالمعاني والأصالة والعمق. إننا في هذه المرحلة من تصدينا لصناعة النشر نصنع ذائقة جيل كامل.. يا لها من مسؤولية مرعبة!