أحدث الأخبار
  • 02:21 . مجلس الوزراء يعتمد اللائحة التنفيذية لتنظيم مهنتي المحاماة والاستشارات القانونية... المزيد
  • 02:19 . باكستان تعلن تحرير 155 رهينة ومقتل 27 مهاجماً في هجوم على قطار جنوبي البلاد... المزيد
  • 02:18 . قطر تدين تدمير النظام الغذائي في غزة وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك... المزيد
  • 02:17 . السعودية وتركيا تبحثان تعزيز التعاون الدفاعي والتصنيع العسكري في جدة... المزيد
  • 02:14 . "أدنوك" تتعهد بضخ استثمارات ضخمة في قطاع الغاز الأمريكي... المزيد
  • 02:13 . التعليم الأمريكية تباشر خفض عدد موظفيها إلى النصف في إطار تقليص البيروقراطية... المزيد
  • 12:43 . رئيس الدولة ونظيره الأوزبكي يبحثان تعزيز التعاون في مجالات متنوعة... المزيد
  • 03:52 . صحيفة: محتالون يستغلون رمضان لخداع المتبرعين... المزيد
  • 01:14 . أوكرانيا توافق على هدنة مؤقتة مع روسيا بوساطة سعودية... المزيد
  • 03:15 . ليس من بينها أبوظبي ودبي.. ارتفاع عقود الزواج بين المواطنين في أربع إمارات بنسبة 11%... المزيد
  • 03:12 . رئيس الدولة يُصدر قانونًا جديدًا لإعادة تنظيم الإدارة العامة للجمارك في أبوظبي... المزيد
  • 03:11 . رئيس الدولة يستقبل نظيره الصومالي في أبوظبي لتعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 12:52 . دول عربية ترحب باتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية... المزيد
  • 12:46 . مستوطنون يشنون اعتداءً عنيفاً على بلدة فلسطينية ويحرقون مركبات في الضفة الغربية... المزيد
  • 12:45 . ولي العهد السعودي يستعرض المستجدات الإقليمية والدولية مع وزير الخارجية الأمريكي... المزيد
  • 01:54 . قلق حقوقي من محاولة ترحيل ناشط سعودي إلى بلاده... المزيد

نتذكرهم.. باقرأ!

الكـاتب : ناصر الظاهري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

ناصر الظاهري
في مديح من علمني حرفاً، وهم كثر، أشخاص كان لهم حضورهم في حياتك، منهم من علمك ما معنى اقرأ، ومنهم من درّسك ماذا تقرأ؟ ومنهم من سرّب لك كتباً غير منهجية لتقرأ، ومنهم من دلّك ما تقرأ، وكيف تقرأ، ولمن تقرأ، ومنهم من لم يستطع أن يتخلى عن صفة المعلم، فكان يتبعك ويتابعك بكتب مجانية، ولو كانت مقروءة، وعلى متن صفحاتها هوامش وتعليقات، وصفحات مثنية أطرافها، لكنها كلها كانت تعمل شيئاً في الرأس جميلاً، ويبقى، هم كثر أولئك الأشخاص الذين تركوا أثراً في القلب، وفعلاً في الرأس، وإن ذهبوا، ما زالت الذاكرة طريّة بهم، وما زلت تذكرهم وتتذكر.
هناك مكتبات توزعت على الأماكن، بدءاً من مكتبة القدس القديمة في العين، ومكتبة الشرعبي القديمة بأبوظبي، ومكتبة ربما كان اسمها الثقافة الجديدة، في شارع المطار، كانت فيها كتب مختلفة، ومخالفة، مكتبات القاهرة، مكتبات بيروت، مكتبات في شارع المتنبي ببغداد، كانت كلها تمنعك أن تمر بجانبها سراعاً، بعض هذه المكتبات لا تزال رائحتها عالقة في الأنف، كمكتبات في حي الحبوس في المغرب، مكتبة مدبولي في القاهرة، مكتبات عتيقة في دمشق، وأخرى متربة في اليمن، اليوم أصبحت هذه المكتبات مختصرة في مكتبات الأسواق الحرة في المطارات التي تضطرك ساعات الانتظار أن تقلب كتبها النظيفة، والمغلفة بالبلاستيك اللماع، وتحمل «باركود» مقيت، تبدو في تلك الأمكنة الباردة، مثل الكتب السياحية أو التي تصدرها وزارات الإعلام في آخر اللحظات، تداركاً لفوات مناسبة ما. هناك أرصفة في مدن كثيرة، في شارع السعدون ببغداد مثلاً، أرصفة الدار البيضاء، وأكشاكها مثلاً، أرصفة شارع الحمراء ببيروت، وأكشاكها مثلاً، أرصفة الكتب في القاهرة، وسور الأزبكية مثلاً، أكشاك على نهر السين في باريس، وما تعتق فيها من حبر وورق.

هناك مدن محرضة على القراءة، ودائماً ما تستقبلك بكتب لن تضيق بها مكتبتك، كدمشق، وبيروت والقاهرة، وبغداد حينما كانت بغداد، هناك معارض للكتب تتبع تلك المدن وغيرها، كنت تتبعها، حينما كان لا يستبد بك التعب، وكانت زيارات لما على الهامش من ثراء، ومتعة الإنصات، ومتعة المناقشة، ومتعة رؤية أصدقاء الحبر والقلم، وما يسطرون، وكان لكل معرض كتاب نكهته الخاصة، ولا تتشابه أبداً لمن يعرفها، يكاد أن يكون لكل عاصمة معرض كتاب، كلها جميلة، وفيها خير للناس، وكلها تعمل رجّة غير عادية في أيامها، وتذهب بشوقها، غير أن أربعة معارض ظلت صديقة، ولا تريد لها إلا أن تبقى، معرض الشارقة، وأبوظبي، وبيروت، والقاهرة.

اليوم.. حينما يكون هناك معرض كتاب، أو تقبض عليك مكتبة في إحدى المدن التي تحبها، ولا تجعلك تمر، تتذكر كل أولئك الناس الجميلين الذين شاغبوا هذا الرأس مرة، وقالوا لك: اقرأ!