فضيلة المعيني
ليلة أول من أمس، كان الجمع على موعد لتأكيد وقفته الدائمة مع مركز راشد للمعاقين وهو يحتفل بمرور 20 عاماً على إنشائه، ويشيد بسنوات عمر المركز الذي أعلن ولادته عام 1994، سنوات خير وعطاء شهدت مسيرة عمل ناجحة وعطاء لم يتوقف وأيادي بيضاء امتدت إليه وأجزلت.
مركز راشد الذي يخدم الطفل المعاق منذ صغره، ويغرس فيه الحب والعلم والتعلم، يبدأ فيه أولى خطواته يكبر وتكبر معه مفاهيم وقيم تعينه على معرفة وإدراك ما يحيط به، هو المركز الذي كبر وبات يافعاً بلغ العشرين من عمره، ويؤكد أنه أصبح أكثر اقتداراً وقوة.
العشرات لبوا دعوة المركز وحضروا يتقدمهم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي أوجز في كلمة مؤثرة ما كان يجيش في النفوس وعبر بكل صدق عما كان يشعر به الحضور حين قال: «نحتفل ونعتز بمسيرة مركز راشد للمعاقين، والتي تأتي لتؤكد أننا نعيش في دولة لديها التزام كبير نحو رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة..
ودولة تسير على هدى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي طالما أكد ضرورة الاهتمام والعمل بإخلاص لتمكين أبناء الدولة وتأهيلهم، ومثله هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي طالما منح هذه الفئة اهتماماً خاصاً، كما دأب على الدعوة إلى ضرورة الاهتمام بأبناء الدولة وتلبية احتياجاتهم».
مركز راشد للمعاقين الذي يحمل اسماً عزيزاً كان دائماً على قدر المسؤولية التي أولي إياها، وتمكن عبر هذه السنوات أن يصبح من المؤسسات الناجحة في مجال خدمة المعاقين على مستوى المنطقة ونجح في أن يحظى بثقة أهل الخير والإحسان الذين ما قصروا في دعمه ودفعه إلى الأمام حتى يتمكن من أداء رسالته على أكمل وجه في خدمة المعاقين وتأهييهم وقد تطور وازدهر، وتوسعت فصوله وتعددت أقسامه، ليقدم المركز اليوم خدماته العلاجية والتدريبية والتأهيلية للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وفق أرقى المعايير العالمية، مع سعيه الحثيث لدمجهم في مجتمعات الأسوياء وتشغيلهم بعد إكسابهم مهارات وخبرات تعينهم على مواجهة الحياة بثقة واقتدار.
مركز راشد لقي منذ بداياته الدعم الذي ساعده على أن يكون على ما وصل إليه اليوم حين أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 1996 بقطعة أرض لبناء مبنى خاص للمركز، لينتقل بفضل هذا الدعم من فيلا سكنية إلى مبناه الجاري في البرشاء، ثم توالت المساعدات من هنا وهناك، على رأسها مساهمات من أسرة آل سعود في المملكة العربية السعودية، وكانت لهذه الأيادي المعطاءة بصمات واضحة على المركز الذي لم ينس جهودهم وخصهم بالتكريم، بعضهم توفاهم الله، رحلوا لكن مآثرهم ستبقى وتخلد ذكراهم وسيرهم العطرة، كان اسم المغفور له بإذن الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، أبرزها، وما قدمه سيبقى شعلة مضيئة.