أحدث الأخبار
  • 12:11 . ثلاث علامات تدل على فطريات الأظافر.. تعرف عليها... المزيد
  • 12:06 . دونالد ترامب يعلن فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية... المزيد
  • 11:58 . "تعليم" تَقر توزيع أرباح نقدية بقيمة 12 فلساً للسهم... المزيد
  • 11:57 . السيولة النقدية بالدولة تنمو 9.5% إلى 2.6 تريليون درهم بنهاية يوليو... المزيد
  • 10:23 . أبطال أوروبا.. سقوط قاسٍ للريال والسيتي والعلامة الكاملة لليفربول... المزيد
  • 10:17 . طحنون بن زايد يبحث مع رئيس "مورغان ستانلي" فرص التعاون... المزيد
  • 10:17 . رئيس الدولة يزور "طارق صالح" في المشفى الذي يتلقى فيه العلاج بأبوظبي... المزيد
  • 09:46 . حامل اللقب "العين" يتلقى خسارة مذلة في دوري أبطال آسيا للنخبة... المزيد
  • 12:42 . مطالبات لمجموعة الفطيم بفسخ جميع عقودها مع "كارفور" الداعمة للاحتلال... المزيد
  • 10:20 . نتنياهو يقيل غالانت من وزارة الدفاع... المزيد
  • 09:34 . قطر.. إغلاق صناديق الاقتراع في الاستفتاء الدستوري... المزيد
  • 08:47 . الإعلان رسمياً عن موعد انعقاد "أديبك 2025"... المزيد
  • 07:31 . الولايات المتحدة تختار رئيسها الـ47... المزيد
  • 07:13 . عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على غزة... المزيد
  • 11:50 . "المصرف المركزي" يُضيف 97 مليار درهم إلى ميزانيته في سبعة أشهر... المزيد
  • 11:43 . ارتفاع الودائع المصرفية بالدولة بنسبة 8.5% في سبعة أشهر... المزيد

إدمان التعلم

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

خليفة علي السويدي

كآباء ندرك حماس أولادنا للألعاب الإلكترونية التفاعلية، فهم يقضون اليوم أجمل لحظات حياتهم أمام الشاشات الكبيرة أو الصغيرة، وقد يتساءل البعض عن سر هذا الحماس الذي أستطيع أن ألخصه كتربوي في العديد من المبررات والتي من أهمها، تحدي النفس فعندما يتحدى الإنسان قدراته يجد ذاته، فالأطفال في هذه الألعاب في حقيقتهم في تحد مستمر مع أنفسهم رغم أنهم في مباريات مستمرة مع أقرانهم، فلا يهم من أنت وما هو مستواك، لأنك إنْ بدأت تكون في حقيقة أمرك نافست ذاتك وقدراتك ولن يقارنك أحد بأقرانك وأصحابك. السمة الثانية في هذه الألعاب هي الارتقاء حسب الجهد والطاقة التي يبذلها الأطفال في اللعب، فهم في ترق مستمر حسب ما يبذلون من جهد، لذلك نجدهم يقضون أوقاتاً طويلة، وهم في غاية الحماس والسعادة، لأنهم وجدوا ما يتحدى قدراتهم، ويبدأ الشوط معهم من أبسط المراحل حتى تتعقد الألعاب في المراحل المتقدمة، لكنهم ورغم كل الصعوبات التي تواجههم يستمرون في اللعب كي يحققوا هدفهم الانتصار هو العامل الثالث في هذه الألعاب، فمن منا يكره أن يكون من الفائزين.

هذه الألعاب، وبالرغم من الخسائر الجانبية فيها، إلا أن الأولاد ينتصرون على أعدائهم بين الفترة والأخرى، وكلما كان هناك فشل دفعتهم اللعبة إلى قضاء وقت أطول للبحث عن حيل كي يتمكنوا من القضاء على الخصم، إضافة إلى ما سبق هناك عامل التجديد والتشويق المستمر في هذه الألعاب، فكلما أنهى موسم تهل علينا مراكز الألعاب المتخصصة بمجموعة من التحديات عبر شخصيات جديدة لها أساليبها وحيلها. وعامل الإبداع يتحدى الخيال عند الأطفال وهم يعشقون هذا العامل لأنه يكسر جدول حياتهم الرتيبة.

قد يستغرب البعض وجه العلاقة بين العنوان وإدمان الألعاب الإلكترونية التي يحذر منها الكثير من التربويين لما لها من آثار جانبية لمن أساء استعمالها. ما سبق من عوامل دفع الباحثين في ولاية كاليفورنيا الأميركية لتطوير منظومة من المناهج التعليمية في صورة ألعاب إلكترونية، وكانت المفاجأة كبيرة جداً، فالمواد التي كان الأطفال يعانون منها ويتحججون أنها صعبة كالرياضيات والعلوم، بل حتى التاريخ والجغرافيا، أصبحت مسلية وقريبة جداً من عقولهم لاستيعابها والتعامل معها. فأصبح الأطفال يسارععون إلى مدارسهم كأنهم ذاهبون إلى مراكز للألعاب إليكترونية الجماعية، حيث يعيش كل تلميذ منهم تحد مع أحدى الألعاب "المواد التعليمية" بما يتناسب مع مستواه ويبدأ التنافس والصراع بينهم، وهم في حقيقتهم ينتقلون من مرحلة إلى أخرى في مناهجهم التعليمية، وبهذا تحقق لديهم التعليم عبر الاستمتاع الذي ألغى وجود الكتاب المدرسي التقليدي وحول المعلم إلى دور محبب للأطفال، وهو دور المساعد للألعاب الإلكترونية، وفي الوقت نفسه، تفرغ هذا المعلم من جهد نقل ما في الكراس إلى الرأس ليقوم بالأدوار التربوية الأخرى مثل تعليم التفكير، تدريبهم على العمل الجماعي، تحميسهم من أجل البقاء فترة أطول للمحاولة حتى تحقيق النصر، المدارس التي طبقت هذه المناهج حققت نتائج مذهلة في الاختبارات.

التحول إلى حكومة ذكية في دولة الإمارات يقتضي تطوير المناهج ليس بتحويل ما في الكتب من قرطاس إلى صحائف إلكترونية، لأننا بهذا حققنا جانباً من التعليم الإليكتروني ولم نخطُ نحو التعلم الذكي، الذي يتطلب في حقيقته انقلاباً تربوياً في المفاهيم والأدوار المطلوب من‏‭ ‬المدرسة‭ ‬والمدرسين القيام‭ ‬بها.