علي العمودي
للمرة الثانية في أقل من 3 أسابيع تتعرض أسرة إماراتية سائحة لاعتداء وهجوم مسلح في العاصمة البريطانية لندن، لتثير الكثير من القلق حول سلامة السياح في تلك المدينة المفضلة لمئات الآلاف من الزوار الإماراتيين والخليجيين، إلا أن تكرار هذه النوعية من الحوادث التي تمس الأمن والسلامة، وتفسد الغاية من الرحلة، تدفع الجميع لمراجعة اختيار هذه المدينة مقصدا سياحيا وترفيهيا أو للاستشفاء أو الدراسة، والخاسر سيكون الاقتصاد البريطاني المترنح، والسمعة الطيبة التي بنتها بريطانيا على مدى عقود ماضية كوجهة سفر مفضلة.
وبمجرد أن ذاع خبر الاعتداء الجديد حتى نشطت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات تنتقد مآل الأوضاع الأمنية في لندن، لدرجة حث الجميع لرفع شعار «باي.. باي لندن» في دعوة صريحة للبحث عن مقاصد ووجهات سياحية أخرى أكثر أماناً وراحة، وفي الكثير من الأحيان أقل كلفة من هذه الوجهة.
من سمع حديث المواطن علي التميمي ضحية الاعتداء الجديد، وتفاصيل ما تعرض له، وهو مع أسرته وضيف معه في «وستبورن جاردنز» بمنطقة بادنجتون اللندنية الشهيرة، يستغرب أن تبلغ الجرأة بالجناة، وبهذا العدد لخلع باب شقة ومهاجمة من فيها بالمطارق والسكاكين والمسدسات لسرقة ما يحملون، على الرغم من وجود نظام أمني في المبنى يمنع صعود أي زائر إلا بموافقة أحد ساكنيه.
لا شك أن الأجهزة الأمنية البريطانية ستتحرك وبقوة للوصول إلى الجناة، ولكن المسألة بحاجة لجهد أكبر لاستعادة الثقة بعد هذا الاستهداف العدواني المسلح للسياح والزوار، فقد كان الجانب الأمني من أهم العوامل المشجعة للسائح لزيارة أي مقصد من المقاصد المتاحة في العالم.
من جديد تؤكد الحادثة متانة الروابط التي تميز مجتمع الإمارات الذي تداعى-كما في المرة الأولى- كالأسرة الواحدة، والكل قد اعتراه القلق، واللهفة للاطمئنان على ضحايا الهجوم الجديد، وكأنما كل منهم فرد في تلك الأسرة.
وأكدت- الواقعة كما في كل الأحوال- مدى قرب قيدة الإمارات منأبنائها أينما كانوا، فقد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على الاطمئنان شخصيا على الأسرة، وكان على اتصال وهو في زيارة رسمية للبرازيل للمتابعة وضمان نقلهم لمكان آمن. وكذلك الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي وجه بتأمين الحراسة للأسرة ومتابعة التحقيقات بفريق مختص لشرطة أبوظبي، بينما تابع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الحادثة أولا بأول موجها سفارة الدولة للمتابعة وتلبية احتياجات الأسرة التي سلبها الجناة وثائقها وكل ما كان بحوزتهم.
ومن جديد أيضا ندعو المسافرين للأخذ بكل الاحتياطات الضرورية عند تحركهم في الأسواق، وعدم لفت الأنظار بحمل مبالغ نقدية كبيرة في مدينة كلندن، حيث تلفت ورقة نقدية من فئة الخمسين جنيهاً أنظار من هم في الجوار. ومن حق كل فرد مراجعة خطط سفره إلى هناك طالما أن الأحوال فيها غير آمنة بهذه الصورة مهما قالت الشرطة البريطانية في بيانها أمس عن الحادثة، ونسأل الله السلامة للجميع.