أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد

وسط أزمة دبلوماسية متصاعدة.. التلفزيون الجزائري يهاجم قادة الإمارات

رئيس الدولة ونظيره الجزائري - أرشيفية
متابعة خاصة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 03-05-2025

في تصعيد لافت للتوتر الدبلوماسي بين الجزائر وأبوظبي، شن التلفزيون الرسمي الجزائري هجوماً لاذعاً على قادة الإمارات، وصفهم خلاله بـ"اللقطاء وفاقدي الشرف والأقزام".

جاء ذلك على خلفية برنامج تلفزيوني بثته قناة "سكاي نيوز عربية" تناول ملف الأمازيغية في الجزائر، وزعم بأن الأمازيغية التي هي مكوّن للهوية الوطنية وفق الدستور الجزائري، “صنيعة صهيونية فرنسية”.

وتميز تقرير التلفزيون الجزائري بلغة عدائية غير معتادة في الخطاب الدبلوماسي الرسمي، حيث وردت عبارات مثل: "دويلة الإمارات المصطنعة" و"الأقزام القائمون على دويلة لا يتجاوز سنها أبسط إنجازات الجزائر، فاقدو الشرف الذين باعوا العرض والحياء لأسيادهم، اللقطاء الذين لا يرون تاج الشرف على رؤوس الشرفاء".

كما أشاد التقرير بـ"عراقة الجزائر وتضحياتها"، مستذكراً أسماء أبرز الرموز التاريخية والثورية الجزائرية، في مقابل وصف الإمارات بـ"الكيان الحديث الذي لا يفهم قيم السيادة والكرامة".

وأضاف أن "تهجّم الإمارات على الجزائر ذات التاريخ المقاوم ليس سوى محاولة يائسة من كيانات هجينة تفتقر إلى الجذور والسيادة الحقيقية"، مبرزا أن "الإمارات تتحول إلى مصانع للفتنة وبث السموم الأيديولوجية مستغلة تاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ"، في إشارة مباشرة للمؤرخ محمد الأمين بلغيث.

وأبرز التقرير أن “الجزائر التي دفعت ملايين الشهداء دفاعا عن وحدتها لا ترضخ للاستفزازات ولن تغفر المساس بثوابتها وبأسس هويتها وانتمائها”، لافتا إلى أن “التحريض الإعلامي الذي يمسّ هوية الشعب الجزائري لن يمرّ دون محاسبة أخلاقية وشعبية”.

ووصف التلفزيون الجزئري الرسمي “الطعن في وحدة الشعب الجزائري، بأنه ليس مجرد إساءة إعلامية بل عدوانا يطال القيم والسيادة والمصير المشترك”، قائلا إنه “طعن يأتي فقط من أجل حصد المزيد من الولاء لمن يقضّ مضاجعهم استقرار الجزائر وتقدمها”.

وأردف أن "الجزائر لن تقف باكية على أطلال ما قدمته للدويلة المصطنعة من دعم ونصرة لكنها وكما يفعل الشامخون ستردّ الصاع صاعين".

وجاء التقرير الذي بثه التلفزيون الجزائري بلغة حادة، متهمًا الإمارات بـ"التآمر" و"إنتاج الفتنة"، واصفاً إياها بـ"الدويلة المصطنعة"، في إشارة إلى انتقادات سابقة وجهتها الجزائر لأبوظبي دون رد رسمي من الجانب الإماراتي.

وتفاقمت الأزمة بعد ظهور المذيعة الجزائرية، فضيلة السويسي، في برنامج على قناة "سكاي نيوز عربية"، حيث تمت مناقشة الهوية الأمازيغية في الجزائر، مع إشارات إلى ملفات داخلية اعتبرها التلفزيون الجزائري "تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية".

ورداً على ذلك، اتهم التقرير الرسمي الإمارات بـ"استغلال وسائل إعلامها لبث السموم وضرب وحدة الجزائريين"، معتبراً أن هذه الخطوة "تجاوزت كل الخطوط الحمراء".

وفي السنوات الأخيرة، عاد الجدل حول "الجذور الفينيقية" للجزائر إلى الواجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار النقاش الهوياتي بين المؤيدين للهوية العربية والرافضين لها.

وتعود العلاقات الجزائرية-الإماراتية إلى مربع التوتر بعد فترة هدوء نسبي، رغم اتصال الرئيسين عبد المجيد تبون وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال عيد الفطر الماضي واتفاقهما على لقاء قريب.

وشهدت العلاقات بين البلدين أزمة حادة خلال السنتين الماضيتين، حيث اتهمت الجزائر أبوظبي بدعم أعمال "عدائية" في المنطقة، وتحريض دول مجاورة على التطبيع مع "إسرائيل"، ما دفع الجزائر إلى تحذيرات سياسية وإعلامية متصاعدة.

وفي يناير 2024، أعطى المجلس الأعلى للأمن في الجزائر صبغة رسمية للاتهامات بإدانة "تصرفات عدائية من بلد عربي شقيق"، ثم جاءت تصريحات الرئيس تبون في مارس 2024 باتهام الإمارات بـ"إشعال الفتنة" في مالي وليبيا والسودان.

ورغم ذلك، شهدت القمة الجانبية بين تبون ورئيس الدولة على هامش قمة مجموعة السبع في يونيو 2024 محاولة لكسر الجليد، وسط ترقب لتطور الأزمة.