أثار رجل الأعمال الإماراتي الملياردير حسين سجواني حفيظة واستياء العديد من الشخصيات الإماراتية، بينهم مسؤولون ورجال أعمال، على خلفية تصريحات أدلى بها على قناة سعودية اعتبروها تقليلاً من مكانة دبي كمركز تجاري عالمي، بينما اعتبرها آخرون أنها فُهمت بعيداً عن سياقها.
وقال سجواني لبرنامج الليوان على قناة روتانا خليجية السعودية، إن السعودية بها فرص استثمارية متعددة في كل القطاعات، ولا يمكن أن نقارن الفرص الاستثمارية بمدينة صغيرة مثل دبي بالفرص الضخمة الموجودة في السعودية.
وأضاف سجواني، وهو مؤسس عدد من كبار الشركات العقارية في الإمارات، أن المملكة عندها أكثر من 3 آلاف كيلومتر من الشواطئ، ومكة والمدينة يأتي إليهما 200 مليون زائر، ولديها بترول ومعادن وذهب وتاريخ أنبياء وسياحة دينية وموقع استراتيجي، مشيرا إلى أنه لا يمكن مقارنة الفرص الاستثمارية بمدينة صغيرة مثل دبي بالفرص الضخمة الموجودة في السعودية.
واعتبر أن المقارنة بين دبي والسعودية سياقها خطأ، مشيرا إلى أن دبي مدينة صغيرة وبها مطار عالمي وموقع عالمي جامع للأجانب.، بينما المملكة تمتلك ثروات بشرية وقائداً جيداً.
ورداً على سجواني، أكد أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أن نموذج دبي تحقق برؤية طموحة كسرت القوالب التقليدية، لتصبح مدينة عالمية بروح المنطقة، على نسق هونغ كونغ وسنغافورة لكن بطابعها الفريد.
وأضاف في تدوينة على حسابه بمنصة إكس: "تطورت دبي وغيرت نسق التنمية في المنطقة بإرادة صلبة وعمل دؤوب. هي لا تشبه إلا نفسها، ونجاحها نجاح للإمارات وللعرب".
أما رجل الأعمال خلف الحبتور فعلق قائلاً: "الله، سبحانه وتعالى، رزقنا بدبي ككوكب مستقل، عالم متكامل قائم بذاته، وهذه نعمة عظيمة لا يدرك قيمتها إلا من عاشها".
ويرى الحبتور أن "دبي ليست مدينة عادية، دبي جوهرة العالم! لا تُقاس بالحجم أو العدد، بل بالنوعية، بالقادة، برجالها وأهلها الذين بنوها بعرقهم وإصرارهم".
وتابع: "دبي اليوم تعتبر دولة عالمية بكل معنى الكلمة، اسمها معروف في كل بقعة على وجه الأرض. من كل أنحاء العالم، الناس يأتون ليعيشوا فيها، يتقاعدوا فيها، وحتى يختاروا أن تكون مكانهم الأخير، لأن فيها الأمان، الراحة، الاقتصاد القوي، والتعاضد بين جميع الجنسيات والأديان، وهذا شيء نادر في أي مكان آخر".
وبشأن حديث سجواني عن القيادة، قال الحبتور: "نحن لا نعيش في مجرد مدينة، بل في كوكب دبي، حيث تتحقق الأحلام وتُصنع الفرص. هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل هي خطة وضعها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وأكملها بحكمة وإبداع الشيخ محمد بن راشد، بدعم وتعاون أهل دبي الذين نفّذوا الرؤية، يداً بيد، بكل إيمان وإخلاص".
من جانبه علق الأكاديمي عبدالخالق عبدالله قائلاً: "قال دبي مدينة صغيرة وهي الاولى في العالم في استقطاب الاستثمار الأجنبي سنة 2024".
أما صاحب حساب "قلم من رصاص فيرى أن حديث سجواني فُهم خارج سياقه، قائلاً إن "البعض فهم حديث رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني من خلال منظار حمى المقارنات ومفهوم حرب سحب البساط ، الأمر الذي أخرج "معنى" حديث الرجل عن سياقه الصحيح . أعتقد أن السيد حسين أراد أن يقدم فهماً اقتصادياً منطقياً للاستثمار في السعودية . بمعنى أن لكل مدينة أو دولة خصوصيتها وظروفها البنيوية الخاصة ، وقدراتها الاقتصادية الكامنة التي يجب التركيز على استغلالها وتوظيفها واستثمارها . لذا هو يرى ليس من الحصافة محاكاة وتبني نموذج ناجح مثل دبي لتسويقه في السعودية أو غيرها من الدول على مبدأ قص ولزق".
وأضاف: "دبي مدينة عالمية توقف تاريخ بقية مدن العالم تحت قواعد برج خليفة . دبي قصة نجاح عبقرية لا يمكن تكرارها ومحاكاتها ولا يمكن الدخول في مجاراتها . عملياً الدخول في المقارنة مع دبي هو نوع من جلد الذات وقطع للأنفاس .. باختصار ، هناك رسالة واضحة أراد السيد سجواني أن يوصلها ، ومفادها أن على رجال الاستثمار في المملكة التركيز على ما تمتلكه السعودية من مقومات اقتصادية واستثمارية كامنة ، يجب استغلالها وتوظيفها لصنع خطوط إنتاج اقتصادية تناسب احتياجات وامكانات وظروف وهوية المملكة".
ودائماً ما يشيد سجواني بالسعودية كسوق استثماري كبير نظراً لمساحتها الواسعة والكثافة السكانية.
وقال في تصريحات في فبراير 2024 إن "أهم سوق في المنطقة خارج دبي هو سوق السعودية.. مركزين عليها ونتأمل ان شاء الله في القريب العاجل نوقع على مشاريع في السعودية".