حذرت الأمم المتحدة من خطر اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق قد تشمل سوريا، وذلك على خلفية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر والآيكوم) في لبنان، وذلك خلال جلسة عقدت الجمعة في مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات السياسية والإنسانية في سوريا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إنه حذر مرارا من مخاطر امتداد الصراع الإقليمي وتصعيده ما قد يجر سوريا إلى صراع أعمق، مؤكدا أن الأسبوع الجاري شهد بالفعل "تصعيدا كبيرا للتوترات الإقليمية".
وأضاف بيدرسون أنه يشاطر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش) "قلقه العميق، وأكرر دعوته إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس في هذه اللحظة الخطيرة للغاية على المنطقة بأسرها".
وفي هجمات مباغتة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، قتل 37 شخصا وأصيب أكثر من 3250 آخرين بينهم أطفال ونساء، إثر موجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكية من نوعي "بيجر" و"آيكوم" في لبنان، فيما حمّلت بيروت وحزب الله "إسرائيل؟ المسؤولية عن الهجوم.
والتزمت "إسرائيل" الصمت إزاء هذه الاتهامات، فيما تنصل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
وأردف بيدرسون "هناك خطر واضح وحقيقي بإمكانية أن يجد الشعب السوري نفسه في مرمى نيران حرب إقليمية أوسع نطاقا". وشدد على أنه "بالتوازي مع ذلك فإن العنف المرتبط بالصراع السوري نفسه لا يزال مرتفعا للغاية".
وأكد أن "الضرورة القصوى في الوقت الراهن هي لخفض التصعيد فورا في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة، وداخل سوريا". ولفت إلى ضرورة توفير بيئة "آمنة وهادئة" في سوريا، وأن هذا يعد ضروريا أيضا لعودة اللاجئين.
بدوره، قال ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجا سنغهام، إن 16 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدة في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن الصراع في سوريا يؤثر على جميع فئات المجتمع، وأن الأطفال يتحملون العبء الأكبر. كما شدد على أن نصف المحتاجين إلى مساعدة هم من الأطفال.
وكشف سنغام أنه مع بداية العام الدراسي الجديد، لن يتمكن ثلث الأطفال في سوريا، أي نحو 2.5 مليون طفل، من الالتحاق بالمدارس.