قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوضع في الصحراء الغربية "تدهور بشكل كبير" خلال العام الماضي، مشيرا إلى استئناف الأعمال العدائية بين المغرب وجبهة البوليساريو في الأراضي المتنازع عليها.
ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أراضيه، لكن البوليساريو، المعترف بها دوليا كممثل للشعب الصحراوي، سعت منذ فترة طويلة إلى الاستقلال.
وقال أنطونيو غوتيريش في تقرير قدم إلى مجلس الأمن إن "استئناف الأعمال العدائية بين المغرب وجبهة البوليساريو يشكل نكسة كبيرة نحو تحقيق حل سياسي".
وأضاف في التقرير الذي حصلت عليه وكالة فرانس برس السبت أنه "لا يزال هناك خطر واضح للتصعيد في الوقت الذي تستمر فيه الأعمال العدائية، لذلك أدعو الطرفين إلى تهدئة الوضع ووقف الأعمال العدائية فورا".
وقال غوتيريش إنه يجب على الجانبين الاتفاق على تعيين مبعوث للأمم المتحدة لاستئناف الحوار السياسي حول الصحراء الغربية.
وخاضت البوليساريو حرب استقلال مع المغرب من عام 1975 حتى وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة في عام 1991.
واستمر الصراع في التصاعد، وظل بدون مبعوث منذ مايو 2019، حيث رفض كل المرشحين الذين اقترحهم غوتيريش من قبل هذا الطرف أو ذاك.
وأشار غوتيريش في تقريره إلى أن البوليساريو أعلنت في نوفمبر 2020، بعد حوادث مع المغرب، أنها لم تعد تشعر بالالتزام بوقف إطلاق النار.
وفي ديسمبر 2020، انفصل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن المواقف الأميركية السابقة واعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية بأكملها. ولم يعلق الرئيس جو بايدن بعد على هذه الخطوة.
وفي نهاية أغسطس، قطعت الجزائر، جارة المغرب ومنافسه، الداعم الرئيسي للبوليساريو، علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، لا سيما بشأن الصحراء الغربية.
يذكر أن محكمة العدل الأوروبية ألغت، الأربعاء، اتفاقيتين تجاريتين بين المملكة والاتحاد الأوروبي تشملان منتجات مصدرها الصحراء الغربية، وذلك بناء على دعوى رفعتها جبهة البوليساريو.
وتطالب الجبهة بإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية بإشراف الأمم المتحدة التي أقرته عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سبتمبر 1991.
في المقابل، يعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا لا يتجزّأ من أراضيه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، وهو يسيطر على ما يقرب من 80% من مساحتها.