قال الناطق باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، يوم الثلاثاء، إنهم لا يريدون تصفية الحسابات مع أي أحد في أفغانستان، وإنهم أصدروا عفواً عن كل من وقف ضدهم؛ لأنهم لا يريدون استمرار الحرب أو بناء عداوات، مؤكداً التعهد بالحفاظ على حقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية.
جاء ذلك في أول مؤتمر صحفي لحركة طالبان بالعاصمة كابل، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من سيطرتها على العاصمة الأفغانية.
وأوضح ذبيح الله أنه "اعتباراً من اليوم نعلن انتهاء عدائنا مع كل مَن وقف ضدنا، والحرية والاستقلال حقان مشروعان للشعب الأفغاني، ونطمئن شعبنا بأنهم سوف يشهدون تغييراً إيجابياً، من أجل تنظيم المجتمع في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي".
كما شدّد الناطق باسم حركة طالبان على أن "الشعب الأفغاني كله شريك في الإنجاز الذي تحقق بتحرير البلاد من المحتلين"، مبيناً أنهم لم يخسروا أياً من مسلحيهم عند دخولهم العاصمة كابل، وقال: "بعض المخربين استغلوا الفوضى".
وأضاف: "لن يتعرض أي شخص من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي للأذى"، مشيراً إلى أن الاتصالات مع الدول الأخرى ستستمر.
كذلك جدّد ذبيح الله تأكيد رسائل الطمأنة التي تسعى حركة طالبان إلى إرسالها للجميع في الداخل والخارج، إذ قال: "نطمئن العالم، خاصةً الولايات المتحدة، بأن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد الآخرين، وسنحترم المعتقدات الدينية والقيم الروحية لجميع الأفغان".
وأكمل :"لا نريد للمتعاونين مع الاحتلال، ولا من أفراد النظام السابق، أن يغادروا بلدهم، وعليهم العودة لبيوتهم ولن يضرهم أحد، لأنهم شركاؤنا في بناء وطننا".
وأكّد المتحدث باسم "طالبان"، أنه "بإمكان وسائل الإعلام الخاصة في أفغانستان أن تواصل عملها بحرية واستقلال، وأطالب وسائل الإعلام بالحيادية"، مضيفاً: "لن نسمح لأي وسيلة إعلامية بمخالفة قيم الشعب الأفغاني أو تعاليم الإسلام".
ولفت إلى أنهم سيعملون على تأمين العاصمة كابل وضواحيها والسفارات والبعثات الدبلوماسية، مؤكداً أنهم دخلوا كابل لحفظ الأمن، خاصةً أن حكومة الرئيس السابق أشرف غني خذلتهم وأخلت المواقع الأمنية دون تنسيق؛ الأمر الذي أدى إلى استغلال البعض حالة الفوضى والفراغ الأمني، ما استدعى دخولهم العاصمة.
وسيطرت "طالبان"، الأحد الماضي، على العاصمة كابل بعد أن سيطرت على كل أفغانستان تقريباً، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.