قال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنه جرى الاتفاق على إرسال طائرات إضافية إلى أفغانستان للمساعدة في عمليات الإجلاء، داعياً حركة "طالبان" إلى تسهيل العملية.
وأضاف ستولتنبرع، في مؤتمر صحافي، أن قوات حلف الأطلسي (ناتو) لا تعتزم البقاء إلى الأبد في أفغانستان، قائلًا "إن على حركة طالبان أن تمنع تحول أفغانستان مرة أخرى إلى تربة خصبة للإرهاب"، منبهاً إلى أن "من يقبضون على زمام السلطة في أفغانستان يتحملون الآن مسؤولية ضمان ألا يستعيد الإرهابيون الدوليون موطئا لأقدامهم".
وقال ستولتنبرغ إن "حلفاء الناتو سيبقون يقظين حيال أي محاولات هجومية قد تسعى الجماعات الإرهابية لتنفيذها"، مضيفًا أن هناك إحباطًا بسبب عدم تحقيق نتائج أفضل بعد سنوات عديدة من المشاركة في أفغانستان.
كما انتقد ستولتنبرغ "فشل السلطات الأفغانية" في التصدي لطالبان ومنعها من السيطرة على كابول، مدافعا عما قامت به قوات الحلف في البلاد.
وقال ستولتنبرغ إن قوات الأطلسي "قاتلت بشجاعة" في أفغانستان، "لكنها لم تنجح في تأمين البلاد"، والسبب "في نهاية المطاف أن السلطات السياسة الأفغانية فشلت في التصدي لطالبان والتوصل إلى حل سلمي".
وأكد أن "إخفاق السلطات الأفغانية هو ما أفضى إلى ما نشهده اليوم"، مشيرًا إلى أن ما جرى في الأسابيع القليلة الماضية كان انهياراً عسكرياً وسياسياً سريعاً لم يكن متوقعاً.
وفي وقت سابق اليوم، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أن قواتها المتمركزة في مطار كابل ستكون قادرة على نقل "نحو 9 آلاف شخص خارج أفغانستان يوميا".
جاء ذلك في إفادة صحفية لمتحدث الوزارة، جون كيربي، أعلن خلالها أن واشنطن كانت تخطط لإجلاء رعاياها وعدد من الأفغان غير المشاركين في عمليات قتالية منذ مايو الماضي.
وقال: "يتوقع البنتاغون أن يصل العدد الإجمالي للقوات الأمريكية المنتشرة في كابل قريبًا إلى 6 آلاف؛ ما يسمح بإجلاء من 5 إلى 9 آلاف شخص يوميًا من أفغانستان بمجرد اكتمال العمليات وتشغيلها".
وشدد كيربي على أن نشر المزيد من القوات الأمريكية على الأرض سيكون السبيل لمنع أي مظاهر للفوضى.
وتابع: "خططنا لكل حالة طوارئ تقريبًا هنا في البنتاغون، لكن كما تقول الحكمة العسكرية القديمة، لا توجد خطة يمكن الاعتماد عليها من أول احتكاك على الأرض. لذلك من الواضح أنه علينا التكيف مع الأوضاع الحالية".
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن إرسال 3 آلاف جندي إلى أفغانستان للإشراف على إجلاء الرعايا الأمريكيين وعدد من الأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة.
إلا ان واشنطن قررت زيادة عدد القوات مع اندلاع فوضى عارمة في كابل الأحد الماضي، ومحاولات عدة من الأفغان للهروب عبر طائرات الجيش الأمريكي خارج البلاد.
وسيطرت طالبان على كل أفغانستان تقريبا خلال ما يزيد قليلا عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس الجاري.