وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان تصريحات وزير خارجية لبنان حول دول الخليج وخصوصاً السعودية، بأنها "عنصرية وغير دبلوماسية".
وفي مقابلة مع قناة "العربية" بثتها مساء الأربعاء، قال "بن فرحان"، إن الرياض حريصة على مستقبل لبنان، مؤكداً ضرورة قيام الساسة اللبنانيين بما يلزم للإصلاح.
وتأتي تصريحات ابن فرحان، بعد أيام من أزمة دبلوماسية اندلت بسبب إساءات وجهها وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، للسعوديين، وهو ما دفعه لاحقاً لتقديم استقالته، لنزع فتيل الأزمة.
ويعيش لبنان على وقع أزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب، بداية تسعينيات القرن الماضي، ولا تزال الخلافات الطائفية تعرقل تشكيل الحكومة التي جرى تكليف سعد الحريري بتشكيلها قبل سبعة أشهر.
وتراجع الدعم السعودي للبنان إلى حد كبير خلال السنوات الماضية بسبب ما تعتبره الرياض سيطرة "حزب الله"، الموالي لإيران، على مفاصل الدولة وقراراتها، وقد دعت مراراً لتخليص لبنان من "قبضة" إيران.
وفي الشأن الإيراني، قال وزير الخارجية السعودية إن استقرار المنطقة مرهون بمعالجة ممارسات إيران، مؤكداً ضرورة التوصل أطول وأقوى بشأن برنامج طهران النووي.
وأضاف "بن فرحان"، أن قناعة المملكة بأنه لا استقرار في المنطقة دون معالجة اهتمامات الدول وقلقها من تصرفات إيران، مشيراً إلى ضرورة معالجة قضية الصواريخ الباليستية والتدخلات الإقليمية التي تزعزع أمن المنطقة.
وشهدت الأسابيع الأخيرة مفاوضات مباشرة بين الرياض وطهران برعاية عراقية لبحث عدد من الملفات الخلافية وفي مقدمتها الملف اليمني وبرنامج إيران النووي.
وبدأ البلدان مؤخراً استخدام لغة دبلوماسية أكثر تصالحية، وأكدا حرصهما على تطوير علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وقالت الخارجية الإيرانية هذا الشهر إن المفاوضات الجارية مع الرياض تتناول قضايا ثنائية وإقليمية وتهدف لتحقيق مصالح تخدم كافة دول المنطقة، فيما قالت الرياض إن المفاوضات ما تزال في مرحلة استكشافية.
ولا تزال المفاوضات التي تستضيفها العاصمة النمساوية فيينا لإحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، مستمرة، دون التوصل إلى صيغة مشتركة يقبلها الطرفان حتى الآن.