دانت وزارة الخارجية الإيرانية بيان قمة مجلس التعاون الخليجي، وأكدت أن “الاتهامات الواردة فيه مكررة، ولا أساس لها، وناجمة عن ضغوط سعودية سياسية على المجلس”.
وأضافت الوزارة: “بعض دول مجلس التعاون الخليجي تصر على انتهاج الطريق الخطأ، والتمسك بشيطنة إيران، بدلا من تجديد النظر في وجهات نظرها تجاه قضايا المنطقة بعد المصالحة الخليجية”.
وقالت: “ندين بشدة دعم بعض دول مجلس التعاون الخليجي الواضح للإرهاب الاقتصادي الأمريكي على إيران، ونعتبر ذلك انتهاكا لمبدأ حسن الجوار”.
وأعربت الوزارة عن أملها من دول المجلس بـ”الاهتمام بواقع المنطقة، بدلا من إصدار بيانات منسوخة، تؤدي إلى استمرار العملية التخريبية الحالية، وتوجه نهجها نحو الحوار والتعاون الإقليمي، بدلا من تشكيل تحالفات محورية”.
وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن “السياسة الإقليمية للنظام السعودي، ومقارباته التخريبية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودول أخرى، تسببت في خسارة معظم ثروات دول الجوار، وحولت المنطقة إلى مستودع أسلحة للشركات الغربية”.
وحذرت من أن “النظام السعودي يروج للكراهية والعنف في المنطقة، من خلال أخذ المجلس واجتماعاته كرهائن وفرض آرائه الهدامة”.
كما شددت الوزارة على أن “السياسة غير العقلانية لبعض دول المنطقة تدمر فرص التعاون التي قدمتها إيران في السنوات الأخيرة بهدف إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة”، مشيرة إلى أن “بعض دول المنطقة، رغم ما تشهده من جرائم يومية للنظام الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورغبة في التسلل إلى الدول الإسلامية، دخلت الآن العنصر التدميري للنظام الصهيوني في المنطقة، وما زالت تفعل ذلك”.
وحول الأراضي والحدود الإيرانية، قالت الخارجية الإيرانية إن “الجزر الإيرانية الثلاث، أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، جزء لا يتجزأ وأبدي من أراضي إيران، وأي مطالبة بهذه الجزر تدخل مدان في الشؤون الداخلية”.
وأكدت أنها “لن تسمح لدول مجلس التعاون الخليجي أن تتدخل في برنامج إيران النووي، والصاروخي، وقضاياها العسكرية، والدفاعية”.
وأفادت بأنه “انطلاقا من رؤيتها الاستراتيجية وسياساتها المبدئية، لطالما نظرت إيران في حل مشاكل المنطقة على أساس التفاعل والتعاون، وترحب بالمبادرات الإيجابية في تطوير العلاقات على أساس المبادئ والقواعد الدولية”.
والثلاثاء، أكد البيان الختامي للقمة الخليجية الـ41، التي انعقدت في مدينة العلا السعودية، رفض مجلس التعاون الرافضة للتدخلات الأجنبية في الشئون الداخلية للدول العربية من أي جهة كانت، وضرورة الكف عن الأعمال الاستفزازية عبر إذكاء الصراعات والفتن، والتأكيد على احترام مبادئ السيادة وعدم التدخل واحترام خصوصية الدول استناداً للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول، وأن أمن دول المجلس هو رافد أساسي من روافد الأمن القومي العربي.
وأشار إلى دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة.
وأعرب المجلس الأعلى عن رفضه التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وإدانته لجميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران، وتغذيتها للنزاعات الطائفية والمذهبية، في انتهاك واضح للأعراف والقيم الدولية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.
وأكد ضرورة أن تشتمل أية عملية تفاوضية مع إيران معالجة سلوك إيران المزعزع لاستقرار المنطقة، وبرنامج الصواريخ الإيرانية بما في ذلك الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة، والبرنامج النووي الإيراني في سلة واحدة. وأكد على ضرورة إشراك دول مجلس التعاون في مثل هذه العملية.