بصورة مفاجئة، وفي توقيت "غير بريء" على الأقل، زعمت صحيفة معاريف العبرية الصادرة في كيان الاحتلال أن تجار ألماس يهود يغزون بورصة دبي، وأنهم افتتحوا عشرات المراكز في إمارة دبي لبيع الألماس، وأنهم يدخلون
بجوازاتهم الإسرائيلية، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
ويثير نشر الصحيفة هذه المزاعم عددا من التساؤلات التي تضع الرواية الإسرائيلية في دائرة الشكوك. فهذه التسريبات تأتي في ذروة الغضب العربي والفلسطيني على الكيان الإسرائيلي بسبب الحرب الهمجية التي لا تزال فصولها مستمرة ضد قطاع غزة، وهو مناخ يسمح بتناقل هذه المزاعم وتداولها على نطاق واسع، لإثارة غضب الفلسطينيين على الدول العربية، عندما تظهر تل أبيب أن علاقتها مع هذه الدول "طبيعية"، وأن الفلسطينيين وحدهم في هذه المعركة الشرسة مع الاحتلال.
أما الجانب المثير للشكوك بصورة كبيرة بالرواية الإسرائيلية، فهو ما يتمثل بالخوف الذي ينتاب اليهود في دول العالم نتيجة الصدمة العالمية من حجم العدوان على غزة، بصورة جعلت اليهود يلاقون مشاعر الكره والسخط ما أضطرهم لإخفاء هوياتهم وخاصة في فرنسا. فكيف والحال بهذه الصورة، يشيرون إلى وجود "منظم" و "معلن" في دبي، وهي إشارة قد تثير الغاضبين لتوجيه النقد "للمضيف" أو محاولة المس بهم، فالإسرائيليون عادة لا يظهرون في الأزمات والحروب، ولا مصلحة بهذاالإعلان، وهو ما يرجح عدم دقة ما أوردته معاريف.
ومن جانب آخر، وإن كانت هذه الادعاءات بحاجة إلى رد رسمي من السلطات الإماراتية، فإن نشر هذه الأنباء يأتي في أوج مقاطعة اوروبية لمنتجات وصناعات إسرائيلية، ورفض فنادق تركيا استقبال وفود سائحين إسرائيليين بسبب العدوان على غزة. ومع ذلك، ورغم تفنيد هذه المزاعم منطقيا، فلا بد أن يكون هناك رد من السلطات الإماراتية على إدعاءات تسيء لمواقف الإمارات التاريخية المساندة للقضية الفلسطينية.