نشر الكاتب البريطاني المعروف روري دوناجي مقالا معلوماتيا في الموقع البريطاني الشهير "ميدل إيست آي" حول تطور العلاقة بين أبوظبي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى العداء المتبادل.
أكد الكاتب أن الإمارات حرمت السلطة الفلسطينية من تمويل بمبلغ $ 500M ما أدى إلى توتر العلاقات بين الجانبين. وتصاعد الخلاف بين دولة الإمارات ومحمود عباس كان هو وراء قرار أبوظبي تجميد الدعم.
وأشار الموقع إلى المقال الذي نشره الشهر الماضي الكاتب اللبناني جهاد الخازن في مقابلة في يونيو مع مسؤول خليجي وصف السلطة الفلسطينية بأنها "خليط من الفشل والفساد"، داعيا عباس إلى الاستقالة.
وقال مصدر مقرب من الخازن للموقع البريطاني، اشترط عدم الكشف عن هويته، أن المسؤول الخليجي المقصود ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وأخبر محمد بن زايد، الخازن أن دولة الإمارات منحت السلطة 500M $ سنويا لمدة أربع سنوات، وأنه "ارتدى شخصيا شارة تحمل الكوفية الفلسطينية كرمز للتضامن".
ويتابع الموقع، لكن هذا التمويل في الآونة الأخيرة توقف بسبب تصاعد الخلاف بين محمد بن زايد وعباس، الذي أخضع رئيس الوزراء السابق في السلطة الفلسطينية سلام فياض للتحقيق معه بشأن غسل الأموال عبر الارتباطات المالية مع أبوظبي.
وتم اتهام فياض بغسل الأموال واستخدام المال الإماراتي لأغراض سياسية كجزء من انقلاب ناعم للإطاحة بعباس.
محمد بن زايد طالب عباس بالاعتذار له ولفياض علنا على هذه الاتهامات. وقال محمد بن زايد للخازن، هل تعتقد أن دولة الإمارات تقوم بغسل أموال بمبلغ 700 ألف دولار لدعم جمعية فلسطينية؟ لقد تساءل عن ذلك وتبدو عليه علامات الغضب.
وأضاف الموقع، محمد بن زايد منح جمعية فياض بنحو 10 ملايين دولار منذ تأسيسها عام 2013. وقد ذهب ولي عهد أبوظبي للقول: "يجب أن تستقيل قيادة السلطة، فلا أحد يثق فيها".
الخلاف بين رام الله وأبوظبي تولد بعد طرد محمد دحلان من رام الله ونفيه إلى أبوظبي، فعمل مستشارا لمحمد بن زايد، و تمكن من بناء علاقة شخصية ومهنية وثيقة.
وقد أعجب ولي عهد أبوظبي بـ"الذكاء والقدرة" التي يتمتع بها دحلان، إضافة إلى، "علاقة جيدة مع الإسرائيليين".
محمد بن زايد توسط عام 2011 بين عباس ودحلان، وعباس وعده بإجراء مصالحة مع دحلان، ولكن عباس قام بفصل دحلان من حركة فتح بدلا من مصالحة دحلان وأخلف وعده لمحمد بن زايد. ولي عهد أبوظبي وصف عباس بعد موقفه هذا، قائلا، "عباس ليس رجلا، لا يوجد لديه كرامة ولا يتمتع باحترام".
بدوره حاول عباس عدم الصدام مع محمد بن زايد، فأرسل له ابنه "ياسر" وطالب أبوظبي بعدم منح دحلان ملجأ، ولكن محمد بن زايد أرسل لعباس برسالة مع "ياسر": " دار زايد هي بيت لكل العرب، اذهب وأخبر والدك هذا ".
وقال مصدر كبير في حماس للموقع البريطاني، إنه في عام 2014 وعام 2015، أنفق دحلان 25 مليون دولار في غزة، استخدمت لدعم عائلات شهداء العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014، وكذلك لإقامة الأعراس الجماعية.
حماس وضحت سبب سماحها لدحلان بإنفاق هذا المال، بأن الشعب في غزة بحاجة للدعم من جهة، وبهدف إغاظة عباس من جهة ثانية.
فقد كان عباس في صراع مفتوح مع حماس منذ عام 2007، بعد هزيمة حركة فتح في الانتخابات ثم طرد حماس قوات عباس التي كانت تخطط للانقلاب على حكومة حماس.
دحلان أنفق كميات كبيرة وغير معروفة من الأموال في الضفة الغربية تمهيدا ليكون هو الرئيس الفلسطيني القادم، وقد قطع دحلان شوطا في هذا الطريق، معلنا أنه يريد أن يكون هو الرئيس. وقد أدى إنفاق دحلان هذا المال إلى بناء دعم شعبي كبير له.
مصدر مقرب من دحلان قال، إن دحلان عندما طرد عام 2011 من الضفة كان بلا حول ولا قوة، كان "كأسد جريح". ولكن ومنذ عام 2011 تحول دحلان إلى واحد من أكثر الوسطاء قوة وأكثر تأثيرا في المنطقة، وقدم الاستشارة لدولة الإمارات على كيفية "كسب المال والنفوذ ".
وقد ولدت القوة المتزايدة لدى دحلان شعور جنون العظمة، إذ يمكن رؤية لعباس رؤية نفوذ دحلان أينما اتجه. وعباس يؤمن أن المال الإماراتي هو المسؤول عن إعادة تقوية دحلان.
كما أن عباس يعتقد أن "فياض هو رجل دحلان".
وقال مصدر مقرب من دحلان، إن مشكلة عباس مع الإمارات أنه يرى أي علاقة بين فلسطيني و دولة الإمارات عدوا له.
مسؤول فلسطيني بارز آخر وقع ضحية لعباس مؤخرا هو ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، والذي أقيل من منصبه بعد أن اتهمه عباس "بالسفر لأبوظبي للتآمر مع محمد بن زايد ضد السلطة الفلسطينية"، على حد تعبير الكاتب البريطاني.
في يونيو طالبت حركة فتح محمد بن زايد اتخاذ "موقف واضح" بشأن مقال الخازن.
وقد قال مسؤولون فلسطينيون، "دحلان الذي يشغل منصب مستشار الأمن في دولة الإمارات ظل يسعى، منذ أن لجأ إلى أبوظبي، لاثارة الفتنة بين قيادة السلطة الفلسطينية والدول العربية، وخاصة دولة الإمارات ".