نشر الكاتب البريطاني المعروف روري دوناجي مقالا معلوماتيا في الموقع البريطاني الشهير "ميدل إيست آي" حول تطور العلاقة بين أبوظبي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى العداء المتبادل.
وتم اتهام فياض بغسل الأموال واستخدام المال الإماراتي لأغراض سياسية كجزء من انقلاب ناعم للإطاحة بعباس.
محمد بن زايد طالب عباس بالاعتذار له ولفياض علنا على هذه الاتهامات. وقال محمد بن زايد للخازن، هل تعتقد أن دولة الإمارات تقوم بغسل أموال بمبلغ 700 ألف دولار لدعم جمعية فلسطينية؟ لقد تساءل عن ذلك وتبدو عليه علامات الغضب.
وأضاف الموقع، محمد بن زايد منح جمعية فياض بنحو 10 ملايين دولار منذ تأسيسها عام 2013. وقد ذهب ولي عهد أبوظبي للقول: "يجب أن تستقيل قيادة السلطة، فلا أحد يثق فيها".
الخلاف بين رام الله وأبوظبي تولد بعد طرد محمد دحلان من رام الله ونفيه إلى أبوظبي، فعمل مستشارا لمحمد بن زايد، و تمكن من بناء علاقة شخصية ومهنية وثيقة.
بدوره حاول عباس عدم الصدام مع محمد بن زايد، فأرسل له ابنه "ياسر" وطالب أبوظبي بعدم منح دحلان ملجأ، ولكن محمد بن زايد أرسل لعباس برسالة مع "ياسر": " دار زايد هي بيت لكل العرب، اذهب وأخبر والدك هذا ".
وقال مصدر كبير في حماس للموقع البريطاني، إنه في عام 2014 وعام 2015، أنفق دحلان 25 مليون دولار في غزة، استخدمت لدعم عائلات شهداء العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014، وكذلك لإقامة الأعراس الجماعية.
حماس وضحت سبب سماحها لدحلان بإنفاق هذا المال، بأن الشعب في غزة بحاجة للدعم من جهة، وبهدف إغاظة عباس من جهة ثانية.
فقد كان عباس في صراع مفتوح مع حماس منذ عام 2007، بعد هزيمة حركة فتح في الانتخابات ثم طرد حماس قوات عباس التي كانت تخطط للانقلاب على حكومة حماس.
دحلان أنفق كميات كبيرة وغير معروفة من الأموال في الضفة الغربية تمهيدا ليكون هو الرئيس الفلسطيني القادم، وقد قطع دحلان شوطا في هذا الطريق، معلنا أنه يريد أن يكون هو الرئيس. وقد أدى إنفاق دحلان هذا المال إلى بناء دعم شعبي كبير له.
مسؤول فلسطيني بارز آخر وقع ضحية لعباس مؤخرا هو ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، والذي أقيل من منصبه بعد أن اتهمه عباس "بالسفر لأبوظبي للتآمر مع محمد بن زايد ضد السلطة الفلسطينية"، على حد تعبير الكاتب البريطاني.
في يونيو طالبت حركة فتح محمد بن زايد اتخاذ "موقف واضح" بشأن مقال الخازن.
وقد قال مسؤولون فلسطينيون، "دحلان الذي يشغل منصب مستشار الأمن في دولة الإمارات ظل يسعى، منذ أن لجأ إلى أبوظبي، لاثارة الفتنة بين قيادة السلطة الفلسطينية والدول العربية، وخاصة دولة الإمارات ".