جدد السودان اتهاماته لأبوظبي بتقديم دعم عسكري ومالي لقوات الدعم السريع، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ"الإمدادات التي تغذي الحرب والانتهاكات" في البلاد.

وقال المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، السفير حسن حامد حسن، في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، إن "الأسلحة التي تصل إلى قوات الدعم السريع مصدرها معروف، وللأسف إنها الإمارات"، مطالباً الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بـ"ممارسة ضغط فاعل وحاسم على أبوظبي لوقف تسليح وتمويل هذه الميليشيا الإرهابية فوراً"

يأتي التصعيد الدبلوماسي السوداني في وقت تتواصل فيه المعارك الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، وسط تحذيرات من توسع رقعة القتال إلى مناطق جديدة واحتمال انزلاق البلاد نحو كارثة إنسانية وانقسام فعلي بين شرقها وغربها.

وتشهد مناطق واسعة من إقليم دارفور تصعيداً حاداً في العمليات العسكرية، بعد سقوط مدينة الفاشر الاستراتيجية بيد قوات الدعم السريع، ما منحها السيطرة على عواصم الولايات الخمس في الإقليم الغربي الشاسع، الأمر الذي أثار قلقاً دولياً متزايداً من انهيار وحدة الدولة.

ومنذ اندلاع الحرب، دأب الجيش السوداني على اتهام أبوظبي بإرسال أسلحة ومرتزقة لصالح قوات الدعم السريع عبر طرق برية وجوية تمر من دول مجاورة مثل تشاد وليبيا وكينيا والصومال.

في المقابل، نفت أبوظبي مراراً أي تورط لها في النزاع، مشيرة إلى التزامها الحياد ودعمها الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، رغم ما أوردته تقارير استخباراتية وإعلامية دولية عن عمليات نقل أسلحة مصدرها أراضٍ إماراتية.

وأعقب هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر، تقارير أممية صادمة تحدثت عن عمليات قتل جماعي، واغتصاب، وهجمات على العاملين في مجال الإغاثة، ونهب واسع للممتلكات، واختطاف مدنيين، ما أثار موجة تنديد دولية واسعة.

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقيها معلومات موثوقة بشأن "إعدامات خارج نطاق القضاء وعمليات تهجير قسري"، محذرة من أن استمرار العنف سيؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية.

وحذر السفير حامد في ختام تصريحاته من أن "استمرار تدفق الإمدادات العسكرية إلى قوات الدعم السريع سيزيد من حجم الانتهاكات ويطيل أمد الحرب"، مشدداً على أن "صمت المجتمع الدولي سيُفسَّر من قِبل الميليشيا وداعميها على أنه تفويض لمواصلة الجرائم بحق الشعب السوداني".

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد كشفت، نقلًا عن مسؤولين في وكالات استخباراتية، أن أبوظبي أرسلت خلال الأشهر الأخيرة شحنات من الأسلحة والطائرات المسيّرة المتطورة إلى ميليشيا "الدعم السريع".

وأظهرت تقارير صادرة عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) ومكتب الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية زيادة لافتة في تدفق المعدات العسكرية الإماراتية منذ فصل الربيع، ما أثار استياءً داخل واشنطن التي تسعى لاحتواء الصراع.

وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن ملفين اطّلع عليهما مجلس الأمن الدولي، أظهرا وصول أسلحة بريطانية الصنع إلى أيدي ميليشيا "الدعم السريع" عبر أبوظبي، التي اتُّهمت بتحويل تلك الأسلحة من صفقات بريطانية إلى قوات متورطة في جرائم إبادة جماعية بالسودان.

اقرأ ايضاُ:

حملة عالمية لمقاطعة أبوظبي بسبب دعمها لمليشيات "الدعم السريع" في السودان

صحيفة بريطانية: سقوط الفاشر يعري دور أبوظبي الدموي في السودان

في مقابلة خاصة.. رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين: أبوظبي هي من يقف وراء سقوط الفاشر