كشف رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي عن محاولات للضغط على حكومته للقيام بعمل عسكري وارسال آلاف الجنود الى ليبيا خروجا عن خطها المعارض للتدخل خارج الشرعية الدولية وموافقة الليبيين.
وقال خلال مؤتمر سياسي بمدينة فلورنسا "إننا نعيش مرحلة من الاهتمام الاستثنائي على صعيد السياسة الخارجية حيث تعرضنا على مدى شهور لضغوط قد يصفها البعض باللوبيات من أجل الدفع للتدخل العسكري في ليبيا".
وأضاف رينتسي دون تسمية هذه الجهات "إنهم قالوا فلنتدخل بالطائرات وأرسل خمسة آلاف جندي إلى ليبيا" موضحا "لكننا اخترنا طريقا مختلفا" في إشارة الى تمسك حكومته بعدم جدوى العمل العسكري واشتراط تلقي طلب من حكومة ليبية شرعية لمساعدتها على إحلال الاستقرار تحت مظلة الأمم المتحدة.
وكانت الحكومة الإيطالية قد نفت مرارا ما أوردته تصريحات شخصيات أجنبية وتقارير إعلامية خارجية ومحلية عن وجود قوات لها داخل ليبيا أو أي خطط لإرسال جنودها في عمل عسكري على الأراضي الليبية للتصدي لما يسمى تنظيم الدولة، تدعمها أحزاب وقوى سياسية إيطالية يمنية.
وأعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي بعد وصول المجلس الرئاسي إلى طرابلس عن استعداد بلادها لمساعدة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في إحلال الاستقرار "ابتداء بعملية من أجل تأمين وتوفير الحماية لبعثة الأمم المتحدة بطرابلس" حال طلبت ذلك.
ورأى متابعون أن العاصمة التي تضغط على إيطاليا للتدخل في ليبيا أنها قد تكون أبوظبي، خاصة بعد تدهور علاقات القاهرة بروما على خلفية جريمة مقتل الباحث الإيطالي "ريجيني" وتورط السيسي وأجهزته الأمنية في الجريمة بصورة مباشرة وفق الاتهامات الأوروبية والإيطالية.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة اهتماما إعلاميا ورسميا بإيطاليا في أبوظبي، إذ قامت صحيفة "الاتحاد" الحكومية بإجراء مقابلتين صحفيتين خلال أسبوع مع السفير الإيطالي في الإمارات، واختيار إيطاليا ضيف شرف معرض أبوظبي للكتاب وإعلان السفير عن افتتاح مركز ثقافي إيطالي ومجموعة مدارس إيطالية في الدولة رغم عدم الحاجة لها لعدم وجود جالية إيطالية تحتاج عدة مدارس.
وكان السفير الإيطالي وفق ما نشرت الاتحاد أعرب عن الرغبة في تمتين العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وقد اعبتر متابعون أن هذا الاهتمام الإماراتي المفاجئ بإيطاليا إنما يأتي في سياق إغراء إيطاليا بالاستثمار والاقتصاد لإرسال قوات غازية إلى ليبيا، إذ لا تتورع سياسة أبوظبي من استخدام الاقتصاد في أدواتها الدبلوماسية لللضغط على الدول. إذ كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن أبوظبي مارست ضغوطا على حكومة كاميرون للاعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وذلك بوعود الاستثمار بالغاز والنفط أو بإلغاء صفقات واستثمارات إماراتية مع لندن.