أوصى المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، في دورته الخامسة، التي عقدت على مدى يومين، في مركز إكسبو الشارقة، بحضور أكثر من 3000 مسؤول ومختص وإعلامي من داخل الدولة وخارجها، باتخاذ خطوات ملموسة واستراتيجيات تتخطى الإجراءات العسكرية والأمنية في مواجهة العنف، وتشمل معالجة الظروف المؤدية للإرهاب ومكافحة الإرهاب بكل الوسائل، المتاحة وبناء القدرات بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وضمان احترام حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وبناء منصات حوار متقدمة، على غرار المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، تركز على نبذ خطاب الكراهية، وتقبّل الآخر، وضرورة أن يغطي الاتصال الحكومي مختلف المجالات الحيوية المؤثرة، وأولها شؤون العقيدة وأفكار الشباب، فضلاً عن أهمية منح الشباب فرصهم في التعلم والتعليم وتأسيس الأسرة، وتمكين المرأة لتكون شريكاً حقيقياً للرجل، ما يسهم بشكل مباشر في مكافحة ظاهرة التطرف.
تأتي هذه التوصية في ظل تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات والدول العربية والخليجية عامة، وفي ظل تزايد التحالفات العسكرية الدولية والخليجية والإسلامية والسعي لإقرار القوة العربية المشتركة وزيادة ملحوظة في صفات التسليح واستعداد أبوظبي لإرسال قواتنا المسلحة لأي مكان في العالم لمحاربة الإرهاب، وفي ظل استمرار الاختناقات الأمنية وإغلاق أبواب التمكين السياسي واختلال العدالة وانتشار الفقر والبطالة والتمييز وتهميش الشباب.
ورغم أن هذه التوصيات مكررة ودائمة إلا أن الأنظمة والحكومات لا تأخذ بها، لأن هناك أنظمة من مصلحتها استمرار العنف والعنف المضاد للحفاظ على بقائها، وهو ما أكده الرئيس أوباما في مقال كتبه الصحفي الأمريكي حول انطباعات الأول عن بعض الرؤساء في العالم، وصف فيه قائد الانقلاب المسؤول بانقلابه عن موجة الإرهاب الأخيرة التي تضرب المنطقة برمتها حتى وصلت باريس وبروكسيل أن السيسي مثل مبارك يستخدم العنف والعنف المضاد للإبقاء على نظامه كونه خائف، واصفا السيسي بأنه "أقل موهبة وأكثر وحشية" من مبارك.