أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن القضية الفلسطينية هي القضية الإسلامية الأولى، وأن استمرارها من دون حل عادل يولد المزيد من التعقيدات، ويجذب قوى التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي.
وقالت ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة، رئيسة وفد الإمارات إلى أعمال القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي حول قضية فلسطين والقدس الشريف التي بدأت أعمالها الاثنين (7|3) في العاصمة الإندونيسية جاكرتا تحت شعار "متحدون من أجل الحل العادل»: «لا يسعنا الحديث عن النجاح في دعم السلم والأمن الدوليين في ظل استمرار السياسة الإسرائيلية القائمة ضد الشعب الفلسطيني".
ونوهت إلى إيمان دولة الإمارات بأن مشاعر الظلم والإحباط التي تولدت جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لحقوق الإنسان الفلسطيني "تتيح المجال للجماعات المتطرفة لاستغلال الأوضاع الإنسانية الخطيرة وبث الأفكار المتطرفة بين الشباب"، على حد زعمها.
ودعت لحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته إزاء ما ترتكبه إسرائيل بهدف تغيير الوضع القانوني في القدس الشريف وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات بشعة.
وقالت: "إن دولة الإمارات تؤمن بأن حل القضية الفلسطينية لن يتأتى إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، على حد تعبيرها.
ومنذ الربيع العربي تطرح الإمارات قبل أن يتبعها نظام السيسي في تبني هذا الطرح، أن القضية الفلسطينية تجذب الإرهاب، قاصدة بذلك قوى المقاومة الفلسطينية والتي تسعى القاهرة بكل الوسائل إلى شيطنتها أمام الشعب المصري الذي لا يزال يصر على رفض التطبيع.
كما أن أحد مظاهر استهداف المقاومة الفلسطينية وصفها بالإرهاب من خلال هذه المقاربة التي لا تسعى لحث العالم لإيجاد تسوية عادلة للفلسطينيين بقدر ما تهدف لضرب مشروعية مقاومة الاحتلال.
وتتجاهل أبوظبي ونظام القاهرة أن حروبا أهلية تغذيها جهات أمنية وتنفيذية في الدولة كما في ليبيا وسوريا ومن قبل في اليمن، هي التي تجذب قوى الإرهاب.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير أن احتلال العراق هو السبب في تفجر موجة "الإرهاب" الراهنة إلأ أن دولا خليجية وعربية تصر على أن استمرار الصراع مع إسرائيل هو الإرهاب، وليس باتهام إسرائيل وإنما باتهام العرب والفلسطينيين.
الموجة الإرهابية الكبيرة التي تضرب الدول العربية لها سببان، وجاءت كرد فعل على جريمتين كبريتين لا تزالا مستمرتين، وهي احتلال العراق والثورات المضادة والانقلاب في مصر.
فالجماعات الإرهابية والمتطرفة لا يقع في اهتمامها ولا في أولوياتها مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ولم تنشأ هذه الجماعات كرد فعل على احتلال القدس. وهو الأمر الذي يوجب على دول خليجية وعربية إن أرادت المساهمة في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية أن تجد مداخل أخرى لتحقيق ذلك، إن كانت بالفعل تستهدف هكذا حلول.