"تشارك دولة الإمارات العالم، اليوم، الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي يصادف (8|3) من كل عام. ويحتفل العالم بهذا اليوم تقديراً وعرفاناً بدور المرأة ومساهمتها الفاعلة في عملية التنمية السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، حيث أصبح مناسبة عالمية لمناقشة واستعراض الإنجازات التي تحققت للمرأة والطموحات المستقبلية من أجل مزيد من التقدم، باعتبارها شريكاً للرجل وعضواً فاعلاً في قطاعات الدولة". هكذا قالت الإمارات عن هذا اليوم. فما هي حقيقة أحوال المرأة في الإمارات، و ما مدى الاحترام والتقدير الذي تحظى به؟
تقدم واضح للمرأة.. ولكنه جزئي ومستهدف
لا ينكر أحد أن المرأة الإماراتية اليوم حققت بعضا من الإنجازات والواقع الخاص بها في مجالات شتى. فهي اليوم وزيرة، و رئيسة مجالس "استشارية منتخبة جزئيا"، وهي رئيسة مجالس حكومية وهيئات علمية، وتستقبل اليوم كبار زعماء دول العالم في المطارات(ريم الهاشمي تستقبل نائب الرئيس الأمريكي 7|3)، وتمثل الدولة في مؤتمرات القمة (ميثاء االشامسي جاكارتا القمة الإسلامية 7|3).
كما للمرأة اليوم مجلس "توازن" مع الرجل وليس مساواة كون الدولة تتحفظ على بعض الاتفاقيات الدولية التي تمنح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل، فجاء مجلس "التوزان" ليحل الإشكالية، إذ يُعنى هذا المجلس بضرورة تقاسم أعداد الوظائف في الدولة بين الرجاء والنساء مناصفة، على أنه مساواة وتحصيل حقوق وتقدم طرأ على حقوق المرأة.
ورغم هذه الإنجازات العديدة، إلا أن نشطاء حقوق الإنسان، يقولون إن ما طرأ على واقع المرأة من مظاهر سابقة لم يكن مقصودا بذاته أو بهدف تحسين ظروف المرأة ومنحها حقوقها، بقدر ما كان وسيلة وليس غاية، لإظهار هذه الجهود أمام المجتمع الدولي للتغطية على أوضاع حقوقية وانتهاكات وجرائم أمنية وسياسية تواجهها المرأة الإماراتية.
فقد قالت "صفوة عيسى"، عن هذه الإنجازات، "المساعي التي تبذلها الامارات لحماية المرأة وتعزيز حقوقها، ليست كافية فهي تحاول تلميع صورتها بشتى الطرق ولكنها لا تعمل فعليا على تحقيقها".
وأكدت مديرة المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، أن تعامل أبوظبي مع ملف المرأة "يغلب عليه الإشهار والتسويق لصورة الدولة في المحافل الدولية دون أن توجد في الواقع مساواة تامة على مستوى الحقوق حتى بين المرأة الموالية للحكومة والمرأة المستقلة والاتفاقيات التي صادقت عليها بقيت كلها حبر على ورق".
الواقع العام للمرأة الإماراتية
تعاني المرأة الإماراتية اليوم أوضاعا لا ينكر أحد صعوبتها. فهي اليوم أم شهيد ارتقى في اليمن، أو أم جريح أصيب بعيدا عن أرض الوطن في معركة "ليست وطنية"، و هي معرضة لمزيد من دفع الأثمان والتضحيات في غير مواقعها الصحيحة من خلال زيادة المشاريع الأمنية والعسكرية الأمنية التي تسعى الدولة الذهاب بها في "أي مكان" على حد تعبير نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يزور الدولة حاليا، وقال إن أبوظبي ستحارب الإرهاب في أي مكان، وأنها أخذت على عاتقها تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، والثمن سيكون قواتنا المسلحة وأبناءنا العاملين بعد أن تم الاثنين (7|3) زيادة مدة التجنيد الإجباري لمدة عام كامل.
فالأم الإماراتية تودع ابنها لمعسكرات التجنيد وليس كشباب غالبية دول العالم إلى الجامعات أو للمستقبل أو للسعادة.
والمرأة الإماراتية تفقد زوجها وأباها وأخاها وعمها وأعزاءها في هذه المشاريع، وفي سجون الأمن السرية أو سجون وزارة الداخلية فيما يتعلق بذوي معتقلي الرأي. كما أن العقوبات الجماعية التي تطبقها جهات أمنية وسياسية في الدولة ضد ابنة وزوجة وشقيقة وأم معتقلي الرأي.