قالت صحيفة الإندبندنت إن الحرب في سوريا أصبحت أشد ضراوة؛ بعد أن قررت كل من تركيا والمملكة العربية السعودية إرسال قوات برية إلى سوريا للمشاركة في الصراع الدائر هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحرب في سوريا معقدة ومتعددة الأطراف، بعد أن أسفرت عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص منذ استعارها عام 2011، وقد شاركت فيها معظم القوى الإقليمية والعالمية، مخلفة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم".
وممّا سيزيد من مضاعفات هذه الحرب، وفقاً للصحيفة "قرار كل من تركيا والمملكة العربية السعودية المشاركة بقوات برية في حرب تنظيم "داعش"، إضافة إلى المشاركة بالغارات الجوية، انطلاقاً من قاعدة إنجيرليك في تركيا".
وذكرت الصحيفة أن "ما أسهم في تعقيد المشهد الحربي السوري هو قيام روسيا بالبدء بحملة القصف في سوريا نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، بناء على طلب من الأسد، وقالت حينها إنها سوف تستهدف قيادة تنظيم "الدولة" في الأراضي السورية التي أحكم سيطرته عليها".
واستطردت الصحيفة: "إلا أن تلك الضربات توسعت لاحقاً لتشمل جميع الفئات التي تراها روسيا إرهابية، وقد ألمحت الدول الغربية إلى أن هذا يعني استهداف الجماعات المعتدلة التي تعارض نظام بشار الأسد".
وتابعت الإندبندنت: "ورغم الحديث عن محاولات وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة في سوريا، إلا أن فرص وقف الأعمال العدائية بلغت دون 50% بحسب ما صرح به وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، واصفاً العلاقات بين الشرق والغرب بأنها سقطت في حرب باردة جديدة".
من جهة أخرى اعتبرت الصحيفة أن ما قام به الجيش السوري بالاستعداد للمضي قدماً تجاه مدينة الرقة للمرة الأولى منذ عام 2014، إنما هو "لإجهاض أي تحرك من جانب المملكة العربية السعودية لإرسال قوات برية لقتال المتمردين الجهاديين، حيث أفاد مصدر عسكري سوري أن الجيش سيطر على مواقع على الحدود الإقليمية بين حماة والرقة (معقل تنظيم داعش) في اليومين الماضيين، وهو مؤشر إلى اتجاه العمليات القادمة نحو الرقة".
وحذر رئيس وزراء روسيا وإيران ونظام الأسد ومليشيات شيعية من اندلاع حرب إقليمية وعالمية في حال التدخل التركي السعودي في سوريا والذي بات في حكم المرجح بعد إعلان الرياض وأنقرة والدوحة استعدادهم للتدخل في سوريا ووصول طائرات قطرية وسعودية بالفعل لقاعدة "إنجرليك" التركية.