قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى دول تحالف محاربة تنظيم الدولة، بريت ماكغورك، إن الضربات التي توجهها روسيا لمدينة حلب السورية، "تصب في مصلحة التنظيم، وتُمكن له بالمدينة"، في معرض شهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية، الأربعاء(10|2).
وأوضح ماكغورك أن "الروس يدّعون أنهم يقطعون طرق إمدادات الأسلحة، لكن ما يفعلونه في الحقيقة هو قطع طرق المساعدات الإنسانية، ومن ثم فإن عليهم إثبات صدق ادعاءاتهم، بفتح طرق المساعدات فوراً للوصول إلى جميع المناطق المحاصرة هناك".
وشدد المسؤول الأمريكي على أن "ما يفعله الروس يعمل مباشرة على تمكين داعش"، مشيراً إلى خسارة التنظيم للكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها داخل سوريا، بقوله: إن "المنفذ الوحيد لداعش إلى العالم الخارجي هو شريط بطول 98 كيلومتراً من الحدود السورية المحاذية لتركيا".
وأشاد ماكغورك بالدور الذي قامت به تركيا في محاربة تنظيم "الدولة" عن طريق ضبط حدودها مع سوريا، بالقول: إن "المسؤولين الأتراك يفعلون الكثير جداً لضمان عدم تسلل مقاتلي التنظيم المسلح إلى سوريا".
تأتي هذه التصريحات غداة دعوة وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، إلى وقف إطلاق النار في سوريا، والخوض في المفاوضات السياسية دون شروط مسبقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر، إن الولايات المتحدة تعتبر أن الأولوية هي عقد هدنة بين أطراف النزاع في سوريا، وأضاف المتحدث: "نعتقد أن المحادثات يجب أن تستأنف دون شروط مسبقة".
ويأتي ذلك أيضا في وقت طالبت فيه فصائل سورية معارضة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأربعاء، باتخاذ موقف أكثر صرامة لوقف حملة القصف الجوي التي تشنها موسكو في سوريا، مع تنامي الضغط على واشنطن قبل جولة جديدة من مباحثات السلام هذا الأسبوع.
وكان اتهم وزير خارجية فرنسا المستقيل فابيوس واشنطن بعدم الجدية بحل الأزمة في سوريا تزامنا مع تأكيد صحيفة "هارتس" الإسرائيلية أن واشنطن ترى أن الغارات الروسية في سوريا ليست سيئة كونها تجعل نظام الأسد هو الطرف الوحيد القوي بعد فشل توحد المعارضة كون وجود طرف قوي واحد أحد شروط محاربة "داعش"، إذ أن واشنطن والغرب منهمك بالأزمة السورية بالقدر الذي يضمن مصالحه فقط، وهو ما كشفه إغلاق تركيا لحدودها أمام اللاجئين عندما وضعت العالم عند مسؤولياته التي تخلى عنها، وفق انتقادات لأردوغان وجهها للأمم المتحدة في هذا السياق، الأربعاء.