نفت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، ، تقارير إعلامية تم تداولها مؤخرا حول “استعداد 150 ألف عسكري للمشاركة في عملية عسكرية عبر الأراضي التركية”.
ووصفت المصادر الأنباء بأنها لا تعكس الحقيقة، مشيرة إلى أنَّ “القواعد العسكرية التركية مفتوحة أمام قوات التحالف الدولي لمحاربة (داعش)”. وكانت وسائل إعلام عربية وعالمية، قد تداولت خلال الأيام القليلة الماضية، أنباء من قبيل “استعداد 150 ألف عسكري للانخراط في محاربة تنظيم داعش في سوريا عبر الأراضي التركية”.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي وصف أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي العدوان الروسي بالتطهير العرقي من خلال إفراغ سوريا من سكانها والزج بهم في تركيا وأوروبا، وبعد استقبال الرئيس التركي أردوغان و وزير دفاعه وزير الدفاع القطري خالد العطية في أنقرة الأثنين (8|2).
و تقدم جيش النظام السوري صوب الحدود التركية في هجوم ضخم تدعمه روسيا وإيران وتقول المعارضة المسلحة إنه يهدد مستقبل الانتفاضة المندلعة منذ نحو خمس سنوات احتجاجا على جرائم بشار الأسد.
ولعبت الميليشيات المدعومة من إيران دورا رئيسيا على الأرض بينما كثفت الطائرات الروسية ما يصفه المعارضون بسياسة الأرض المحروقة التي مكنت الجيش من العودة لمناطق استراتيجية في شمال البلاد للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
وقال عبد الرحيم النجداوي من جماعة لواء التوحيد المعارضة “كل وجودنا مهدد وليس فقط خسارة مزيد من الأرض.” وأضاف “هم يتقدمون ونحن ننسحب. في وجه هذا القصف العنيف.. علينا أن نخفف من خسائرنا.” ويعد التقدم الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه خلال الأيام الماضية واحدا من أكبر التحولات في الحرب وتسبب في نسف محادثات السلام الأولى منذ عامين والتي انهارت الأسبوع الماضي قبل حتى أن تبدأ.
وقال معارضون وسكان ومنظمة تراقب الصراع إن الجيش السوري وحلفاءه يبعدون نحو خمسة كيلومترات تقريبا عن بلدة تل رفعت الخاضعة لسيطرة المعارضة وهو ما يجعلهم على بعد نحو 25 كيلومترا من الحدود التركية.
ودفع الهجوم حول مدينة حلب في شمال سوريا عشرات الآلاف من السكان للفرار باتجاه تركيا التي تؤوي بالفعل أكثر من 2.5 مليون سوري وهو أكبر تجمع للاجئين في العالم.
من جهته رأى «معهد دراسات الحرب» الأميركي أن تقدم قوات النظام السوري في مدينة حلب وأجزاء أخرى من شمال سورية، يشكل تحدياً للمصالح الأميركية، وقد يؤدي الى اضطرابات طويلة الأمد في المنطقة، معتبراً أن «الواقع الجديد على الأرض الذي فرضه النظام سيرسخ موقف الرئيس (السوري بشار) الأسد وحلفائه الأجانب، وسيجعل سورية قاعدة إقليمية للعمليات الإيرانية والروسية».