أقر البرلمان الجزائري بغرفتيه، اليوم الأحد، مشروع مراجعة للدستور ينص على عدم تجديد ولاية الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عبر منع تولي الرئاسة أكثر من ولايتين.
وأقر المشروع 499 نائباً في البرلمان الذي يضم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، فيما اعترض اثنان وامتنع 16 عن التصويت، على ما أكد رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح.
وكان رئيس الوزراء الجزائري، عبد المالك سلال، دافع الأحد عن مشروع مراجعة الدستور الذي يريده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا ثقته بأن البرلمان سيقره.
وقال سلال أمام البرلمانيين في قصر الأمم، إن "المشروع يأتي وفاء للالتزام الذي تعهد به بوتفليقة أمام الشعب في الذهاب بالإصلاحات السياسية إلى غايتها، وذلك استجابة لتطلعات شعبنا والتحولات الجارية في العالم".
وأضاف: "بمصادقتكم على المشروع الرئاسي للتعديل الدستوري الذي سيطبع الصرح الدستوري في بلادنا، فإن التاريخ سيسجل لكم أنكم ساهمتم بكل حرية، استجابة لنداء الضمير، في إحداث التجديد الجمهوري الذي تطمح له الجزائر".
وكان المشروع يحتاج لإقراره، إلى تأييد ثلاثة أرباع مجلس الشعب الوطني (النواب) البالغ عددهم 462، وأعضاء مجلس الأمة البالغ عددهم 144.
يشار إلى أن من أهم التعديلات المدرجة في الدستور الجديد "إعادة انتخاب رئيس الجمهورية مرة واحدة فقط، وعدم إمكانية مراجعة هذه المادة في تعديلات الدستور المقبلة". وتتألف كل ولاية رئاسية من خمس سنوات.
ويتضمن مشروع الدستور الجديد اعتبار اللغة الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية"، وهو مطلب قديم لقطاع كبير من الجزائريين المتحدثين بهذه اللغة في منطقة القبائل، وسط البلاد، ولسكان منطقة الأوراس في الشرق والطوارق في الجنوب.
ويتم منذ 1995 تدريس اللغة الأمازيغية في بعض مناطق الجزائر التي تعدّ فيها اللغة الأم، لكن تطورها يواجه صعوبات، كما أنه توجد قناة تلفزيونية حكومية وبرامج في القنوات الخاصة ناطقة بهذه اللغة.
وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، دعا نواب الحزب إلى إقرار الدستور الجديد "لأنه مشروع رئيس الجمهورية ورئيس حزبنا". وقال: "احرصوا على ألا ينقص منكم صوت واحد"، الأحد.
وكانت المعارضة انتقدت بشدة الدستور الجديد، واعتبرت أنه لا يستجيب لمطالب الشعب، وأنه "دستور غير توافقي"، برأي حركة مجتمع السلم الإسلامية، أبرز حزب في كتلة الجزائر الخضراء في البرلمان (49 نائبا).
ويأتي التعديل الدستوري بعد حل الرئيس بوتفليقة جهاز الاستخبارات، وإنشاء جهاز جديد تحت السلطة المباشرة لرئيس الجمهورية، وهو ما يعني انتهاء دولة المخابرات من الجزائر والتي كانت إحدى أكبر المهددات أمام هذه الإصلاحات كما هو شأن أجهزة المخابرات العربية التي تسيطر على كل مفاصل الدول العربية وحتى على السلطة التنفيذية ورأسها كما هو الحال في دول خليجية وأخرى عربية.