واجه الرئيس الأمريكي أوباما العام الماضي انتقادات خليجية وعربية إعلامية حادة على خلفية مطالبته "بالصبر الاستراتيجي" في مكافحة الإرهاب. ولم تكن تلك الأصوات المنددة بموقف أوباما تعترض بصورة رئيسية إلا لأنها تقدم كل ما هو إسلامي غير أنظمة خليجية وعربية على أنه متطرف أو إرهابي تستعجل القضاء عليه.
وبعد أن انخرط الفرنسيون بمحاربة داعش في سوريا والعراق، أدركوا صعوبة مواجهة الإرهاب عسكريا وأمنيا دون معالجة أسباب هذا الإرهاب والذي ترتبط أسبابه الرئيسة بالاستبداد وتعطيل الإصلاح وتفشي الفساد.
فقد اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان أن التدخل العسكري في الخارج بدءاً من ليبيا حتى الشرق الاوسط" الذي يمر بأزمة"، لا يمكن أن يتم من دون "موافقة المجتمعات المحلية"، داعياً إلى اعتماد "الصبر الاستراتيجي".
وقال في كلمة حول "التحديات الكبرى الاستراتيجية" في جامعة "سوربون" إن "الشرق الاوسط برمته هو حاليا في أزمة وربما معرض إلى الخطر. فوضى دائمة وحريق شامل، ولا يمكن استبعاد الفرضيات الأكثر سوداوية".
وبعد حديثه عن حال أفغانستان، حيث نشاط حركة "طالبان" ما زال مستمراً، دعا إلى عدم التدخل الخارجي سياسيا او عسكريا من دون دعم محلي واسع، مضيفاً أنه "يجب ان نتدخل بحذر من خلال دعم شركائنا الأمنيين الإقليميين، وأن نشجع باستمرار الردود والفاعلين الإقليميين".
وأشار إلى أنه "بعد 15 عاما في أفغانستان، يجب أن نعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شيء دائم من دون مشاركة المجتمعات المحلية".
وفي كلام غير مباشر عن ليبيا، لم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي تقديم مساعدة عسكرية لهذا البلد في حال تم تشكيل حكومة وحدة وطنية، موضحاً أن "دورنا لا يمكن أن يكون التدخل في كل مكان، ولكن يمكن أن نقدم المساعدة للدول التي تسعى إلى الحفاظ على استقرارها ومؤسساتها"، بما في ذلك "تقديم دعم في المجال الأمني".
وأعلن ظهر اليوم الثلاثاء عن تشكيل حكومة وحدة ليبية كون الغرب اعتبر التوافق الليبي شرطا للتدخل ضد داعش في هذا البلد.