لم تمض سوى ساعات قليلة على تصريحات المرشح الرئاسي الأمريكي "ترامب" حول منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة حتى انهالت جميع ردود الفعل العالمية المنددة بهذه التصريحات العنصرية والتي أغضبت الأوروبيين والأمريكيين أيضا. وترامب هو مليادير كون ثروته في الأعمال والصفقات وقد كان للإمارات دور كبير في هذه الثروة وخاصة في المجال العقاري. فما هي علاقة ترامب بالقطاع العقاري بالدولة ودورها في تكوين ثروته، وماذا ردت الشركات الإماراتية على عنصريته؟
الإمارات مصدر رئيس لثروة ترامب
يرتبط ترامب بعلاقات تجارية وثيقة وشراكات مهمة مع شركة “داماك” العقارية العملاقة في دبي والتي يمتلكها رجل الأعمال الإماراتي حسين السجواني. وكشف موقع “ديلي بيست” الأمريكي عن شراكة عملاقة بين ترامب و”داماك” أقامت مجموعة من المشاريع المشتركة في دبي، وتحمل تلك المشاريع اسم “ترامب” أيضا. فيما تلفت “ديلي بيست” إلى أن ترامب يصف السجواني بأنه “صديق جيد”، وأنه “رجل عظيم”، وذلك في أعقاب المشروعات العملاقة المشتركة بينهما.
ومن بين المشروعات الكبيرة المشتركة بين “ترامب” و”داماك” مشروع (yuge) الذي يقع على مساحة 42 مليون قدم مربع، ويضم 104 فلل تتراوح سعر الوحدة السكنية الواحدة منها بين مليون و10 ملايين دولار، إضافة إلى مشروع (Trump World Golf Club) الذي وصفه ترامب بأنه سوف يكون “أكبر وأفضل وأقوى من أي مشروع مشابه للجولف في منطقة الشرق الأوسط”.
وفي وقت مبكر من العام الجاري قدرت وكالة “بلومبرغ” المتخصصة بأخبار الاقتصاد الثروة التي يتربع عليها ترامب بأنها 2.9 مليار دولار تقريبا، على أن هذه الثروة تم تقديرها بشكل أساسي بالاعتماد على ما يملكه الرجل من عقارات، أي أن جزءا كبيرا من هذه الأموال موجودة في دولة الإمارات التي يستثمر فيها بمشروعات عقارية عملاقة.
من هو حسين السجواني رئيس داماك
أما السجواني فتشير تقارير إعلامية متزايدة حول لعبه دورا سلبيا في احتلال العراق ودعم مليشيات شيعية تستهدف أهل السنة في العراق، ولا يستبعد مراقبون أن يكون متورط بدعم الحشد الشعبي الشيعي الإرهابي في العراق.
وفي لقاء في أبريل 2008 أنكر السجواني في حديث سابق للمذيع اللبناني الشيعي سامي كلارك لبرنامج "زيارة خاصة" على قناة الجزيرة جميع الاتهامات الموجهة له، والتي كان أبرزها دعمه لمليشيا حزب الله. وقد علق ناشطون على هذه المقابلة، أنها جاءت في سياق منح السجواني فرصة لنفي ما يتردد حوله بقوة ودعمه مشاريع "خيرية" لحزب الله في الجنوب اللبناني.
تعقيب "داماك" على عنصرية ترامب
رغم التصريحات المعادية للمسلمين التي أطلقها ترامب فإن شركة “داماك” أكدت عدم اكتراثها بذلك، واعتبرت أن هجومه على المسلمين في أمريكا والعالم ليس سوى “موقف سياسي”، مشيرة إلى أنها لا تتدخل في المواقف السياسية لشريكها، على حد زعمها.
ونقلت مجلة “كوارتز” الأمريكية عن نائب الرئيس في شركة “داماك” نيال ماكلوكلين أن “الشركة تتعامل مع الشراكة بينها وبين ترامب بمعزل عن آرائه السياسية”، وأضاف: “نريد التأكيد على أن اتفاقيتنا مع شركة ترامب تتعلق بمشروعات مشتركة ومن بينها ملعب غولف، ولا نستطيع التعليق على القضايا الشخصية التي تتعلق بترامب، أو بأجندته السياسية، كما لا نعلق على الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة”.
ويرى ناشطون أن خلفية السجواني رئيس شركة داماك ودوره الذي يتهم أنه لعبه في العراق مع شخصيات سياسية واقتصادية أمريكية آنذاك تفسر عدم إدانة السجواني لتصريحات شريكه على الأقل إن أصر على تجاهل مشاعر وحساسيات المسلمين في العالم والإمارات.
ردود فعل إماراتية أخرى
إزاء تنكر السجواني، أعلنت مجموعة "لاندمارك" الإماراتية عن نيتها سحب منتوجات شركة دونالد ترامب من متاجرها في رد فعل على تصريحاته العنصرية.
وتعد مجموعة لاندمارك -مركزها دبي- إحدى أكبر شركات تجارة التجزئة في الشرق الأوسط.
وكانت الشركة قد أبرمت إتفاقاً حصرياً مع شركة "دونالد ترامب هوم ماركس انترناشونال" لبيع منتجات "ترامب هوم" والتي تشمل مرايا وصنادق المجوهرات والإضاءة في متاجرها المتواجدة في قطر والكويت والسعودية والإمارات.
وقال الرئيس التنفيذي ساشين مندوا، في بيان أصدره اليوم: "في ضوء التصريحات الأخيرة للمرشح الرئاسي في وسائل الإعلام الأمريكية علقنا بيع كل منتجات سلسلة ترامب هوم"، ولم تذكر المجموعة تفاصيل بشأن قيمة العقد.
أما خلف أحمد الحبتور، رئيس مجموعة الحبتور، فقد قال لـCNN: "اعتقدت، وما زلت أعتقد، أن أميركا تفتقر إلى قيادة قوية.. ولكن عندما يرافق القوة الجهل والخداع، يُنتج ذلك مزيجا ساما يُهدد الولايات المتحدة وعالمنا."
تويتر يحتج على السجواني
أبدى عدد من المغردين استنكارهم من التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس داماك العقارية نيال ماكلوغلين لـCNN، حول عدم اكتراث الشركة بعنصرية ترامب وأنها عازمة على المضي بمشاريعها معه.
حيث رأى المغردون اليوم أنه كان على المسؤولين في داماك أن يتخذوا موقفاً آخرا تجاه التفاعل مع تلك التصريحات المعادية للمسلمين، وأنه كان الأجدر بهم أن يعبروا عن استياءهم من تلك التصريحات إن لم يستطيعوا اتخاذ قرار جريء بفسخ العلاقة معه، وذكروا أن نائب الرئيس في داماك لم يوفق في تصريحه الذي لم ينتقد فيه تصريحات ترامب ولم يتطرق إلى تداعيات تلك التصريحات على المسلمين في العالم.