قبل ساعات من انعقاد القمة الخليجية ال"36" بالرياض اجتمع وزير الشؤون الخارجية بصورة مفاجئة ولأول مرة مع ما كان يعرف برئيس اليمن الجنوبي علي سالم البيض الذي لا يزال يحاول منذ أكثر من 20 سنة إعادة تقسيم اليمن، في وقت من المفترض أن تناقش القمة الأزمة اليمينة وتخرج بموقف خليجي موحد، وهو ما تسعى أبوظبي لإحباطه وفق اتهامات ناشطين.
وفور انتشار نبأ اجتماع قرقاش - البيض علق الإعلامي السعودي جمال خاشقجي على النبأ بالقول: ماذا يجري؟ في سؤال استنكاري يختزل الكثير من التساؤلات ويعبر عن الذهول وعدم منطقية الاجتماع.
أما الأكاديمي السعودي، عبدالعزيز الزهراني، فقد قال، إن استقبال أبوظبي لنائب رئيس الجمهورية اليمنية الموحدة السابق، علي سالم البيض، يظهر حقيقة دورها فى اليمن.
وأضاف "الزهراني" فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "هل تقوم الإمارات بدور مستقل في تقرير مصير اليمن؟.. وهل استقبلت البيض كرئيس لليمن الجنوبي؟.. الحقائق بدأت تظهر بعض الشئ".
و استقبل أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في أبوظبي الثلاثاء (8|12)، علي سالم البيض، رئيس اليمن الجنوبي السابق الذي يزور أبوظبي . وتناول اللقاء "تطورات الأزمة اليمنية وجهود الوصول إلى حل عادل" على حد زعم وكالة الأنباء الرسمية.
والبيض معروف بسعيه وقيادته جهودا وخططا انفصالية عن الوطن الأم ويجد الآن دعما من جانب أبوظبي بصورة كبيرة للدفع باتجاه إعادة البيض لحكم "اليمن الجنوبي" مرة أخرى، وهي نفس السياسة التي تتبعها أبوظبي في إعادة الأنظمة الاستبدادية لتونس ومصر وليبيا وإبقاء بشار الأسد في السلطة، وفق ما تؤكده تقارير "ميدل إيست آي" التي تستند إلى وثائق وتصريحات رسمية عن كبار المسؤولين في الدولة.
ومن شأن استمرار الخلافات بين أبوظبي والرياض والتي باتت حديث الصالونات السياسية في المنطقة والتي لا يمكن حجبها بمقال أو بتصريح دبلوماسي من هذا الطرف أو ذاك.