عاد آلاف الطلاب في مدينة عدن، منتصف الشهر الماضي إلى المدارس، بعد جهود كبيرة ومشروعات عاجلة، نفذتها دولة الإمارات لتأهيل المدارس التي تضررت خلال الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي الانقلابية وقوات المخلوع علي صالح منتصف مارس الماضي.
وتبنت دولة الإمارات، ضمن جهودها الإنسانية المقدمة لإغاثه الشعب اليمني، مشروعات متكاملة لإعمار قطاع التعليم في مدينة عدن الذي تضرر جراء تلك الحرب.
فعبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي شرعت الدولة في إعادة تأهيل وترميم 154 مدرسة في عدن، تم تسليم معظمها، ويجري تجهيز البقية لتسليمها إلى السلطات المعنية، إضافة إلى تأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس عدن ومديرياتها.
وبلغت قيمة المشروعات التنموية الخاصة بالتعليم في عدن 81 مليوناً و300 ألف درهم.
وكشف المدير العام للتربية والتعليم في عدن، سالم مغلس، في تصريحات لوسائل إعلام إماراتية، أن هناك تصورات تم وضعها من قبل إدارة التربية في المدينة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بشأن "تصحيح مسار العملية التعليمية وجعلها نموذجياً متميزاً" ضمن الجهود المتواصلة لإعادة تأهيل وإعمار هذا القطاع، مشيداً بالتجاوب الذي لمسه من الهلال الأحمر الإماراتي للارتقاء بمستوى التعليم ومخرجاته، من خلال توفير البيئة الملائمة التي تساعد على إخراج جيل متسلح بالعلم وبنوعية ممتازة.
وأوضح أن تلك التصورات تضمنت بناء عدد من المدارس الجديدة، من أجل إنهاء فترتي الدوام الصباحية والمسائية، وتقليل عدد الطلاب في الصف الدراسي ليكون ما بين 20 و30 طالباً، بدلاً من الأعداد الكبيرة التي تصل إلى 100 طالب في بعض الصفوف الدراسية.
وأشار مغلس إلى أن هناك توجهاً من قبل الأشقاء الإماراتيين، لشراء ما يلزم لتحديث العملية التعليمية، سواء في المختبرات المدرسية المتكاملة أو الكمبيوترات والأدوات الصحية والفنية الأخرى، لافتاً إلى أن الهلال الإماراتي بصدد توزيع الحقيبة المدرسية لأكثر من 15 ألف طالب وطالبة على مستوى مديريات عدن الثماني.
وخلال الأيام الماضية، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع الحقيبة المدرسية لـ10 آلاف طالب وطالبة في مختلف مدارس مدينة عدن، ورسم هذا المشروع الابتسامة على وجوه الأطفال الذين عبّروا عن سعادتهم بعودتهم إلى صفوفهم الدراسية.
كما أطلقت الدولة مشروع إعمار في عدن باسم "العودة إلى المنزل" والقائم على ترميم آلاف المنازل المدمرة جزئيا بفعل استهداف المتمردين للمناطق السكنية. وتأتي هذه المشرعات المتكاملة والتي شملت أيضا إعادة تأهيل قطاع الصحة وقطاع الصرف الصحي والنظافة ضمن مشروع "تطبيع الحياة" في عدن والذي يهدف إلى إعادة الحياة في المدينة إلى طبيعتها.
كما أرسلت الدولة مؤخرا قوة متخصصة بحماية كبار الشخصيات لحماية القصر الرئاسي تمهيدا لعودة الرئيس هادي منصور.