117 صوتا بـ"نعم" أوصلت إسرائيل إلى "لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي" التابعة للأمم المتحدة أحد هذه الأصوات ال"117" هو صوت دولة الإمارات التي قالت "نعم" لتل أبيب في هذه اللجنة، فكيف صوتت لإسرائيل، وماذا قال مندوبنا في الأمم المتحدة بشأن دعم إسرائيل.
الأمم المتحدة تكشف الحقائق
تكشفت هذه الحقائق بعد جدل كبير أثاره المصريون على نظام السيسي لأن القاهرة أيضا قالت لإسرائيل "نعم" في هذا التصويت. الخارجية المصرية ومصادر الأمم المتحدة الرسمية كشفت النقاب عن ملابسات هذا التصويت وعن مسؤولية أبوظبي في هذا التطبيع الدبلوماسي المكشوف مع دولة الاحتلال.
محضر الأمم المتحدة الرسمي وجدول التصويت أظهرا أن دولة الإمارات كانت من بين الدول التي صوتت لصالح انضمام إسرائيل لهذه اللجنة. كما أوضح الجدول الرسمي عن امتناع دول عن التصويت من بينها السعودية وقطر والكويت والعراق والجزائر وتونس، فيما تغيبت دول أخرى عن التصويت مثل الأردن ولبنان وليبيا.
القرار الأممي الذي خضع للتصويت واجه اتهامات كثيرة بشأن صياغته وإقحام إسرائيل في قائمة الدول التي تقدمت بالترشح لعضوية اللجنة، وهي قطر والإمارات وسلطنة عمان والسلفادور وسريلانكا، وإسرائيل. الأمر الذي دفع للتصويت للقائمة برمتها، وليس لدولة دولة، ما وفر ذريعة لتصويت الدولة لإسرائيل على اعتبار أنها تصوت لنفسها.
دول خليجية وعربية.. امتناع عن التصويت
ومع ذلك، الدول الخليجية والعربية عندما اكتشفت أن إسرائيل ضمن الدول الست المرشحة لعضوية اللجنة، قامت بالامتناع عن التصويت بمن فيهم قطر المرشحة للعضوية أيضا، أي أنها رفضت قول "نعم" للقائمة بسبب وجود إسرائيل فيها، مع أنها ضمن القائمة، وكان أمام أبوظبي خيار الامتناع عن التصويت كما فعلت الدوحة أيضا، ولكنها منحت تل أبيب موافقة على الانضمام بهذه اللجنة.
المجموعة العربية لم تكتف في الاحتجاج على إقحام إسرائيل في القائمة بالامتناع عن التصويت فقط، وإنما تحدث ممثل السعودية نيابة عن المجموعة العربية معربا عن دعم بلاده والمجموعة العربية التي امتنعت عن التصويت لجميع الدول الخمس الواردة في القائمة باستثناء الدولة السادسة "إسرائيل"، وبررت السعودية رفضها لعدم وجود شفافية في أنشطة إسرائيل الفضائية ورفض تل أبيب للانضمام إلى أي معاهدات بشأن عدم انتشار السلاح النووي.
كما تحدثت دول خليجية وعربية بررت امتناعها عن التصويت، بالتحفظ على وجود إسرائيل ضمن القائمة المطروحة للتصويت، كونها دولة احتلال تخالف مواثيق الأمم المتحدة باستمرار احتلالها للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان.
أبوظبي تتجاهل الواقعة الدبلوماسية
وفي حين لا تزال أبوظبي تلتزم الصمت، أقرّت الخارجية المصرية، بتصويت القاهرة لصالح إسرائيل، متذرعة بوجود دول عربية في القائمة. و قد يحاجج البعض في أن صياغة الأمم المتحدة الملتبسة هو ما دفع الدولة للتصويت. ولكن معظم الدول الخليجية والعربية شاركت في التصويت ولكنها ضمن فئة "ممتنع" لا فئة "نعم". كما أن من امتنع عن التصويت أظهر رفضه لوجود إسرائيل في القائمة. فكيف كان توضيح الإمارات لما حدث؟
المندوب الإماراتي أحمد أحمد عبد الرحمن المحمود تحدث في أعقاب التصويت وبعد تنديد الدول الخليجية لضم إسرائيل للقائمة. ولكن مندوبنا لم يتطرق لمسألة التوصيت لإسرائيل لا من قريب ولا من بعيد.
المحمود أشاد بإطلاق الدولة بالتعاون مع واشنطن "مركز الصواب" الذي يواجه داعش في مواقع التواصل الاجتماعي. وحذر من تشويه صورة الإسلام وربط الإسلام بالإرهاب، رغم أن جميع من يحذرون من ربط الإرهاب بالإسلام لا يتحدثون إلا عن "إرهاب" الجماعات الإسلامية السنية فقط، وسط تجاهل تام لأي تطرف وإرهاب شيعي أو يهودي أو بوذي في انفصام سياسي واضح، كما هو الحال في التصويت لصالح الدولة العبرية في الأمم المتحدة، أو استضافتها في اجتماعات الطاقة في أبوظبي من حين لآخر بذريعة أن منظمة الطاقة "إيرينا" هي منظمة دولية، أو كما يجري حاليا استقبال فريق الجودو الإسرائيلي في بطولة دولية تعقد في الإمارات.
ردود فعل على القاهرة وحلفائها
رغم وجود معاهدة تسوية بين مصر وإسرائيل، إلا أن المصريين رفضوا بإجماع تصويت بلادهم لصالح إسرائيل، وسط تساؤلات ناشطين عن حجم الاستنكار الذي يتطلبه تصويت الإمارات كونها لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية أو تسوية مع دولة الاحتلال.
وعلق نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بـ "جامعة القاهرة" ورئيس فريق تحرير تقرير "التنمية العربي" الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على التصويت بـ"نعم" لإسرائيل، بالقول، "إسرائيل تعيش أزهى عصور الصهيونية برعاية الحكم العسكري في مصر وحلفائه"، على حد وصفه، دون أن يحدد صراحة من المقصود بحلفاء الحكم العسكري.
يشار أن سلطنة عمان التي باتت أقرب لما يصف به نظام الأسد ونظام طهران بأنهم محور ممانعة ومقاومة لإسرائيل صوتت بنعم أيضا لصالح إسرائيل.