علي شهدور
المطلع على الشأن البريطاني في الوقت الحالي، يطرح العديد من التساؤلات
والاستفسارات في ما يتعلق بالاعتداءات الأخيرة على أبناء الدولة الزائرين للعاصمة
لندن.
وهذه التساؤلات تركز على عدة جوانب، أهمها التوقيت وحصر الاعتداء على جنسية
واحدة، إلى جانب عدم الظهور القوي للجهات الشرطية في تقديم تفسير واضح لهذه
الاعتداءات.. علامات عديدة تلوح في الأفق، أهمها؛ هل هذه الاعتداءات مقصودة لأبناء
الإمارات؟ وهل تستهدف ضرب موسم السياحة في بريطانيا؟ ولصالح من هذه الاعتداءات؟ وأي
فئة أو جماعة تقف وراءها؟
من بين أهم الفئات السياحية التي تزور بريطانيا في كل صيف، أبناء الإمارات لما
لهم من علاقة قوية بهذا البلد على مدار السنوات الماضية، ولا أعتقد أن هناك توجهاً
من أبناء الدولة لترك هذه المدينة الحيوية في أوروبا، ولكنهم يحتاجون إلى طمأنة من
قبل الجهات الأمنية في بريطانيا، وهذا يجب أن يحدث اليوم لتعزيز مفهوم الأمن في هذا
السوق قبل دخول فترة الصيف، وهي فترة موسم السياحة الخليجية.
فالتأخير في تقديم هذه الضمانات سينعكس سلباً على هذا الموسم، ومن المهم أن لا
تتأثر السياحة الخليجية إلى بريطانيا بما حصل، فهذا الأمر تترتب عليه عواقب وخيمة
على الاقتصاد الإنجليزي مستقبلاً، خاصة على المستويين العقاري والفندقي. والمطلوب
من الجهات البريطانية حالياً، هو تسريع عملية الكشف عن المعتدين، وسرعة البت في
قضي المواطنات اللواتي تعرضن للاعتداء بداية الشهر الحالي، لأن ذلك سوف يسهم في
تقديم نوع من الضمانات للعائلات الراغبة في زيارة لندن الأسابيع المقبلة.
نريد أن نعرف من وراء هذه الاعتداءات، فالذين يتم القبض عليهم من المشتبه فيهم،
صور خشبية أو بلاستيكية مثلها مثل الصور التي نراها في واجهات المحلات التجارية
هناك، مجرمون حقيقيون وراء هذه الصور يجب أن تكشف وتعرى حقيقتهم، ليعرف المجتمع
الدولي من وراء هذه الأحداث المؤسفة، فلا يستبعد أن تنتقل عدوى ما يحدث في بريطانيا
إلى ألمانيا أو فرنسا ودول أخرى يقصدها أبناء الإمارات ودول التعاون، وهنا الطامة
الكبرى. فالتنسيق الأمني المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي والجهات الشرطية في دول
التعاون، مطلب أساسي للكشف عن الأيادي الخفية وراء هذه الاعتداءات الوحشية.