12:59 . فيضانات إسبانيا تخلف 95 قتيلاً والحكومة تعلن الحداد... المزيد |
12:12 . بسبب حرب السودان.. أرسنال الإنجليزي متهم بتبييض صورة أبوظبي... المزيد |
10:58 . مركز حقوقي: اعتقال النشطاء الإماراتيين أثر على مواقف المجتمع من القضية الفلسطينية... المزيد |
08:05 . الإمارات تُسير سفينة إغاثة لغزة تحمل أكثر من 5100 طن من المساعدات... المزيد |
07:11 . السعودية تدعو لقمّة عربية إسلامية حول غزة ولبنان... المزيد |
06:41 . في أول ظهور له كأمين عام لحزب الله.. انقطاع البث خلال كلمة نعيم قاسم... المزيد |
01:09 . الإمارات تدين قرار الاحتلال حظر أنشطة "الأونروا"... المزيد |
01:03 . أمير قطر يدعو للاستفتاء على التعديلات الدستورية الثلاثاء المقبل... المزيد |
12:41 . الذهب عند أعلى مستوى نتيجة مخاوف تتعلق بالانتخابات الأمريكية... المزيد |
12:35 . وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن 82 عاما... المزيد |
12:20 . قطر ومصر تبحثان جهود الوساطة لوقف الحرب على غزة... المزيد |
12:13 . بلدية بيت لاهيا تعلنها منطقة "منكوبة" إثر المجازر الإسرائيلية... المزيد |
11:55 . الأهلي المصري يتوج بالكأس الأفرو آسيوية ويبلغ نصف نهائي كأس القارات على حساب العين... المزيد |
11:21 . رئيس الدولة يعفو عن ثلاثي الزمالك... المزيد |
11:14 . "المعاشات" تطلق منصة رقمية لتسهيل الخدمات المقدمة لشركائها... المزيد |
10:58 . قوات الاحتلال تقتحم مدنا في الضفة وتشتبك مع مقاومين... المزيد |
لاشك أن المرء حينما يتعلم فإنه يضع نصب عينيه المستقبل وآفاقه الواسعة، وإذا أتقن صنعة أو احترف مهنة سواء كان اكتسابه لتلك الصنعة والمهنة عبر التعليم أو من واقع الخبرة والممارسة فإنه يرتبط بهذه المهنة والحرفة، وينصب تركيزه واهتمامه على إتقانها ويبرز ذلك من خلال أداء وظيفته الموكلة إليه، غير أن الارتباط بالوظيفة يعني بالدرجة الأولى أداءً للواجب من واقع الالتزام الادبي بين الموظف وجهة العمل، أي أن الجهة تطلب الوقت وتنفيذ المهام خلال هذا الوقت، وفي المقابل تعطيه الأجر لقاء أداء هذا العمل، الطبيب طبيب سواء كان داخل أروقة المستشفى أو خارجه، والصيدلاني والمهندس وغير ذلك اي ان استيعاب المفهوم المهني لايعني ممارسة المهنة من خلال ساعات العمل فحسب بل يذهب ابعد من ذلك حينما تتم الإحاطة بالجانب الإيجابي الأمثل.إن ترسيخ الجانب الإنساني بأبعاده الايجابية النبيلة بطبيعة المهنة يتجسد واقعاً على الأرض حينما يرتبط الإنسات بمهنته، لذلك تجد الطبيب حينما يكون في مكان عام وخارج وقت العمل، وسقط أحد المرضى أمامه فإنه يهرع تلقائياً لنجدته ويعمل ما في وسعه لمساعدة المريض لتجاوز أزمته رجل المرور، رجل المطافي وقس على ذلك اصحاب المهن المختلفة.
إذن المفهوم الشامل للتعليم عطاء، والمفهوم العام للتدريب كذلك عطاء، فالمعلم يعطي سواء كان في المدرسة أو خارجها، فتجده ينثر المعلومات المختلفة في أذهان الآخرين تلقائياً، والضابط يحرص على المحافظة على الأمن سواءً كان داخل الدائرة أو خارجها، نستنتج من ذلك أن الواجب والعطاء متلازمان، غير أن التباين بين المفهومين ينحصر في جانب التركيز في حال الواجب، ويندرج الواجب أيضاً في نطاق العطاء فالعطاء يشمل الواجب والاجتهاد.فكلما أعطى الإنسان انعكس ذلك على مستوى الرضا والقناعة في الأداء الباعثة على الطمأنينة والسكينة، فالطبيب يعطي والمريض يأخذ من وقت الطبيب وعلمه، وفي مقابل ذلك فالطبيب يأخذ خلافاً للأجرالحسنات من واقع التيسير وتفريج الكربات ومن جانب آخر فإن الطبيب حينما يسهم بعون الله وتوفيقه في شفاء مريض فإن العائد من هذا الحس الإنساني المتقد لا يقف عند هذا الحد، بل انه يسهم كذلك في شفاء عنصر من عناصر المجتمع، أي أن الطبيب كذلك سيأخذ من خلال هذه المعادلة، فإذا كان المريض معلماً او صيدلانيا أو مهندساً أو فنياً يعمل في مجال الكهرباء والصيانة والحرف اليدوية المختلفة، فإنه بدوره سيعطي وسيأخذ الدكتور هذا العطاء، وكما يقال دائماً"المسألة أخذ وعطا" وهذه سنة الحياة وطبيعة التعامل يبن البشر على اختلاف أنماط الأخذ والعطاء.
إن تنمية الحس وتمرير مفهوم العطاء الرائع يستجوب غرس قيمته في الأذهان، سواء كان على مستوى التعليم أو التدريب،في حين أن إلغاء حدود المهنة وعدم حصرها في نطاق ضيق سيسهم في تجذر المفهوم بآفاق تستشرفه ولا تقفز عليه تؤازره ولا تضيق عليه، وفي ضوء المعطيات فإن الإتقان في تمرير المدخلات سيؤدي بالتالي إلى براعة المخرجات، وغرس قيمة المهنة التي أحبها وطوعها لكسب العيش من مصادر العمل المخخلفة، ومن المعلوم أن المهن المختلفة تتطور عبر التحسينات المتواترة والاستفادة من التقنيات المذهلة لتحسين أداء المهن على نحو يتوافق مع تلبية المتطلبات، بل وأسهمت التقنية في تطوير سبل الارتقاء سواء على صعيد الأفراد أو المؤسسات والشركات واستثمار هذا الجانب، وهذا بدوره يحيلنا إلى مدى الإرتباط بين طبيعة المهنة والوظيفة، إذ بات يسيراً على الموظف تطوير مهنته والرفع من مستوى الأداء خارج وقت العمل، من خلال البحث والاطلاع والاستزادة المعرفية بشتى سبلها، بل تُعد حافزاً للابتكار واستثارة الأذهان لتتوالد السبل المؤدية للأهداف من رحم ثقافة المهنة، فيما لو تم النظر إليها كوسيلة لتحقيق الأمان الوظيفي ليس إلا فإنها تعتبر تحصيل حاصل، وليست غاية تنتج الوسائل الحديثة متى ما تحررت من سطوة المفهوم الضيق والمحاصر بأرتال البيروقراطية والروتين، أي استنساخ التجارب لا تصنيعها في ضوء الإفتقار الى بيئة التصنيع وفق الآلية الصحيحة، وأبرزها تفعيل الارتباط بالمهنة والعطاء كعنصرين بارزين يستلهمان التجديد لا التقليد، وتبرز هنا معضلة ما برحت تئد الإبداع في مهده، ألا وهي استهانة الإنسان بقدراته واقتراحاته من وجهة نظره، وقد تكون مجدية وذات قيمة كبيرة ويحبسها في ذهنه ولا يفرج عنها، وللتخلص من هذا الحاجز النفسي الذي يقف بالمرصاد لكل اقتراح وجيه أو فكرة جديرة بالاحترام، فإن بسط القبول بأريحية المسؤول وتشجيعه لهذا التوجه سيتمخض عنه ولا ريب تعزيز الثقة بالنفس، وتمكين المبدعين من تسطير إبداعاتهم بمعزل عن مطرقة الفوارق، التي ما فتئت تسوق الاستعلاء والفوقية، كعائق رئيس للابتكار والإبداع