وصف الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الاوربي للافتاء والبحوث الشيخ الدكتور علي محي الدين القره داغي، قرار حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن تصنيف نحو 83 منظمة إسلامية من بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ضمن المنظمات إرهابية، بأنه حكم "سياسي غير راشد وغير حكيم".
وشجب القره داغي في تصريحات خاصة لوكالة "قدس برس" اللندنية، اليوم الأحد (16|11)، القرار الإماراتي، وقال: "إننا في الحقيقة نشجب بشدة قرار حكومة الإمارات العربية المتحدة، الذي جاء غريبا وشاملا لأغلب المنظمات الإسلامية المعتدلة الوسطية والمعتدلة والمشهود لها دوليا بذلك. نحن رفضنا هذا التصنيف واحتفظنا لأنفسنا بحقوقنا القانونية وتسجيل دعوى قضائية ضد الحكومة الإماراتية، لأن هذا ظلم وقع على هذه الجمعيات".
وأضاف: "نحن استغربنا أن يكون الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضمن هذه المنظمات، وهو يضم أكثر من 95 ألف عضو من المنظمات والإفراد، وفيه أكثر من 100 مفتي في العالم ومسؤولين في العديد من دول العالم، من أمثال الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان، والدكتور أحمد الريسوني من المغرب، بالاضافة إلى منظمات أوروبية معترف بها في الاتحاد الأوروبي ومشهود لها بالوسطية والاعتدال، لذلك نحن سنرفع قضايا في كل أنحاء العالم، ولو كنا نستطيع رفع دعوى في الإمارات لفعلنا ذلك".
وقلل القره داغي من تداعيات القرار الإماراتي على عمل الاتحاد وصورته، وقال: "هذا القرار الإماراتي لن يؤثر على عمل الاتحاد في العالم، بل وحتى في الإمارات نفسها، ولعل تأثيره لا يتجاوز أبو ظبي، فالاتحاد له فروع في كل أنحاء العالم، وهو منظمة علمائية لا علاقة لها بالسياسة، وقد قمنا بالصلح بين العديد من الفرقاء في بلاد كثيرة من العالم، ولذلك لا نستطيع أن نقول أمام هذا الحكم الذي صدر من قبل أن يستمعوا إلينا: حسبنا الله ونعم الوكيل، ولحوم العلماء مسمومة".
وأضاف: "لقد سبق لدولة الإمارات العربية المتحدة أن كرمت رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي واقترحت عليه أن يقدم برنامجا تلفزيونيا من الإمارات كما كرمتني أنا أيضا، فكيف نتحول بين عشية وضحاها إلى منظمة إرهابية؟".
وأضاف: "هذا قرار سياسي وهو ليس من السياسة الرشيدة ولا الحكيمة، أولا إسلامنا يدعو إلى تقليل العداء مع الناس، كما أن السياسة الرشيدة لا تعمم العداء، وكان الأصل أن يتم توجيه أي ملاحظة للاتحاد والنقاش معه بدل إصدار حكم غيابي عليه وهو موجود".
وأشار القره داغي إلى أن التصنيف الإماراتي للاتحاد العالمي ضمن المنظمات الإرهابية يأتي أياما قليلة بعد دعوته للنفير العام دفاعا عن القدس، وقال: "المشكلة أن هذا التصنيف يأتي أياما قليلة بعد دعوتنا للنفير العام دفاعا عن القدس والاقصى، وتأكيدنا كعلماء أنه يجب أن نكون في مقدمة القوم دفاعا عن المقدسات، لذلك لا نستبعد وجود أيادي المشروع الصهيوني في هذا القرار"، على حد تعبيره.