شدد موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني على ضرورة عزل نظام أبوظبي، بسبب "الخيانات التي ألحقتها بالقضية الفلسطينية"، مستدلاً بعدة محطات أكدت انسياق أبوظبي وراء الأهداف الإسرائيلية.
وتحدث مقال رأي للكاتب محمد جميل، مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، عن دور أبوظبي في تعميق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتواطئها في تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك من خلال السياسات التي اتبعتها بقيادة، والتي اعتبرها الكاتب "خيانة مؤلمة" للقضية الفلسطينية.
وأوضح جميل أن أبوظبي لم تكتفِ بتوقيع اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، بل سعت إلى تعزيز علاقاتها مع اليمين الإسرائيلي المتطرف، مما أسهم في تسريع التوسع الاستيطاني وتزايد الاعتداءات على الفلسطينيين، وخاصة في المسجد الأقصى.
وأشار الكاتب إلى أن المبررات التي قدمتها أبوظبي لتوقيع اتفاقيات التطبيع، بزعم دعم عملية السلام، كانت مجرد غطاء لمخططاتها الرامية إلى ترسيخ التطبيع دون أي التزام حقيقي بمساندة الحقوق الفلسطينية.
وتناول الكاتب في تحليله مواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حيث اعتبر أنه لم يحرك ساكنًا تجاه التصعيد الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، بل واصل تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع تل أبيب، في وقت كانت دول أخرى، مثل إسبانيا وأيرلندا وجنوب إفريقيا، تتخذ مواقف أكثر حدة ضد "إسرائيل".
كما تحدث جميل عن تدخلات أبوظبي في الشؤون الداخلية للدول العربية بهدف فرض التطبيع، مشيرًا إلى دورها في تأجيج التوتر بين المغرب والجزائر وممارستها ضغوطًا دبلوماسية لإجبار بعض الدول على تبني المواقف الإسرائيلية.
وأشار الكاتب إلى ما وصفه بـ"التواطؤ الصامت" لأبوظبي خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، والذي استمر لأكثر من خمسة عشر شهرًا وأسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وأكد أن أبوظبي لم تتخذ أي إجراءات ملموسة لإدانة الجرائم الإسرائيلية، بل استمرت في تقديم التسهيلات الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك إنشاء ممر بري لنقل البضائع إلى تل أبيب بعد استهداف الحوثيين للسفن الإسرائيلية في مضيق باب المندب.
كما تطرق الكاتب إلى "الحملة الإنسانية" التي أطلقها رئيس الدولة تحت اسم "الفارس الشهم 3"، والتي وصفها بأنها مجرد دعاية إعلامية تهدف إلى تبييض صورة النظام الإماراتي في ظل تقارير تؤكد أن المساعدات الإماراتية لم تسهم بشكل فعّال في تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.
وأشار إلى كتاب "الحرب" الذي صدر في أكتوبر 2024، الذي كشف فيه الصحافي الاستقصائي الأميركي بوب وودوارد عن تفاصيل صادمة بشأن مواقف أبوظبي السرية، حيث أورد أن الشيخ محمد بن زايد أعطى ضوءًا أخضر للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عملياتها العسكرية في غزة، معتبراً أن "إسرائيل يجب أن تتحلى بالصبر لإنهاء المهمة والقضاء على الفصائل في غزة"، مع السماح بإرسال مساعدات شكلية للحفاظ على الدعم الشعبي.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن نظام أبوظبي لن يتخلى عن تحالفه مع الاحتلال الإسرائيلي بسبب ارتباط بقائه بالتحالف مع الولايات المتحدة و"إسرائيل"، محذرًا من أن استمرار هذا المسار سيؤدي إلى عزلة الإمارات إقليميًا ودوليًا. كما دعا القادة العرب إلى إعادة تقييم سياساتهم، وعدم السماح لأبوظبي بفرض أجندتها التطبيعية على المنطقة، خاصة في ظل تزايد التحديات السياسية مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.