حذرت أسرة الشاعر المصري عبدالرحمن يوسف القرضاوي، اليوم الأحد، من خطورة تسليمه إلى أبوظبي، خصوصاً في ظل سجلها الحقوقي السيئ.
جاء ذلك في بيان صحفي أرسلته إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي تطالبه بإخلاء سبيله فورا.
وأكدت الأسرة في بيانها أن عبد الرحمن دخل لبنان بصورة قانونية كمواطن تركي وقد تعرض للاحتجاز استنادا إلى حكم قضائي غيابي صدر في مصر عقوبة له على مقال نشره عام 2012، مشيرة إلى أن احتجازه إجراء يتناقض مع قيم حرية الرأي التي تميز لبنان.
وناشدت أسرة القرضاوي ميقاتي التدخل العاجل لضمان إطلاق سراحه، مشددة على أن تسليمه لأي دولة تطالب به يعرض حياته للخطر.
وجاء في خطاب أسرة القرضاوي: "إننا كأسرة نثق في حكمة القيادة اللبنانية وفي شعب لبنان الكريم المعروف بشهامته وأصالته، ولا نتوقع أن تكون الحكومة اللبنانية سببا في ظلم أو تعريض عبد الرحمن يوسف للخطر. لقد كان لبنان دائما رمزا للدفاع عن الحريات، ونحن نناشد رئيس الوزراء اللبناني باسم العدالة والإنسانية التدخل الفوري لإطلاق سراحه وضمان عودته سالما إلى أسرته وبناته الثلاث اللواتي ينتظرنه في اسطنبول".
واختتمت الأسرة بيانها بتوجيه الشكر للشعب اللبناني الكريم، مؤكدة ثقتها في حكمة وإنصاف وشهامة أهل لبنان الذين طالما كانوا مثالا للكرم والأصالة والدفاع عن الحقوق والحريات.
والجمعة، كشف المحامي اللبناني محمد صبلوح، الذي يمثل القرضاوي، عن عمليات تسريع في الإجراءات لتسليم موكله لأبوظبي وذلك قبل انتخاب رئيس لبناني جديد في 9 يناير.
وأشار إلى إجراءات مريبة في محكمة التمييز اللبنانية بشأن قضية توقيف القرضاوي وترحيله بناء على مذكرتي توقيف من مصر والإمارات.
وحذر صبلوح من خطورة تسليمه إلى الإمارات بالمخالفة للقانون، "نظرا لأن مصر صاحبة طلب الاسترداد الأصلي ولم يصل ملفها حتى الآن"، مشددا على أنه لا توجد اتفاقية تبادل للمطلوبين بين الإمارات ولبنان.
وقدم المحامي طلبا لمدعي عام التمييز لرفض ترحيل القرضاوي، مؤكدا فيه على عدم قانونية الطلب الإماراتي، إذ إنه يستند إلى بلاغ نيابة عامة وليس إلى حكم قضائي أو مذكرة توقيف، كما أنه لا يحمل الجنسية الإماراتية، وبالتالي لا يحق لأبوظبي المطالبة بتسليمه.
وكانت السلطات اللبنانية قد أوقفت عبد الرحمن القرضاوي السبت الماضي، بناءً على بلاغين أحدهما مصري والآخر إماراتي، أثناء عودته من سوريا.
وكان القرضاوي قد زار سوريا للمشاركة في الاحتفالات بإسقاط نظام بشار الأسد، وظهر في تسجيل مصور يوثق احتفاله داخل الجامع الأموي وفي مناطق سورية أخرى.