كشفت هيئة المعرفة في دبي عن تفاصيل استراتيجية التعليم 33 في الإمارة، بهدف تحقيق خمسة أهداف رئيسية تشكل قوة دافعة لتحقيق نقلة نوعية في منظومة التعليم في دبي.
وتشمل الأهداف بناء كفاءات إماراتية منتجة مؤهلة بتعليم عالي الجودة، وتوفير تعليم عالي الجودة للجميع بفرص متكافئة، ومبني على أساس جودة الحياة للمتعلمين من مختلف الثقافات، والتفاعل الإيجابي بين التربويين وأولياء الأمور الذين يدعمون معاً مبدأ التعلم مدى الحياة، وجعل دبي الوجهة العالمية الأكثر جاذبية لجميع المتعلمين، وبناء بيئة تعليمية ابتكارية تُحدث تأثيراً إيجابياً وتُحفِّز النمو. وتم وضع مجموعة من مؤشرات الأداء المحددة لكل من الأهداف الخمسة لتقييم النتائج والإنجازات بصورة دقيقة.
وتضم استراتيجية التعليم في دبي 28 مبادرة رئيسية للتغيير تستهدف تحقيق أفضل النتائج في مختلف المراحل العمرية والدراسية، بما يدعم مبدأ التعلم مدى الحياة لجميع المتعلمين عبر تمكين المتعلم من مهارات المستقبل، وإعطاء الأولوية لجودة حياة الطالب وتطوره على المستوى الشخصي، وغرس الثقافة والقيم الإماراتية في المجتمع التعليمي.
كما تشمل مبادرات التغيير المندرجة في إطار استراتيجية التعليم إطلاق جواز المتعلم وهي مبادرة تتضمن بناء ملف لكل طالب ومتابعة تحصيله العلمي على مدى رحلته التعليمية، إلى جانب إطلاق مبادرات أخرى لتشجيع استخدام اللغة العربية في الحياة اليومية بطريقة فعالة، والاستفادة من التنوّع الثقافي في عيش تجربة تعلُّم عالمية، وتعزيز الابتكار ليصبح جزءاً من العملية التعليمية.
وتتضمن الاستراتيجية ضمن مبادراتها توفير حوالي 49 ألف مقعد دراسي برسوم معقولة بحلول 2033 دعماً لتعزيز جودة الحياة في الإمارة، وتعزيز مكانة المعلمين في المجتمع والتعبير عن التقدير والامتنان للتربويين المتميزين في دبي، واجتذاب 3000 تربوي إماراتي للعمل في قطاع التعليم الخاص بدبي بحلول 2033.
كما تتضمن الاستراتيجية عدداً من مبادرات التغيير التي تحفز المشاركة الإيجابية لأولياء الأمور في رحلة تعليم أبنائهم، بالإضافة إلى تزويدهم بالأدوات التي يحتاجونها، وإطلاق مبادرات خاصة بقطاع التعليم، فضلاً عن توفير إرشاد مهني في سن مبكرة يوجه المتعلِّم نحو مستقبل يلائم مواهبه، وضمان التحاقه بأفضل الجامعات العالمية، وتعزيز تنافسية الخريجين في إمارة دبي إقليمياً ودولياً، مع مضاعفة حجم السياحة التعليمية القادمة إلى دبي بمقدار 10 أضعاف، واستقطاب أفضل الجامعات العالمية وتوفير فرص تدريبية ومهنية بمعايير عالمية.
وتم إعداد استراتيجية التعليم في دبي E33 بالتشاور مع المعنيين في قطاع التعليم من مختلف المجالات، من خلال 50 جلسة تشاورية، والتواصل مع 290 مؤسسة تعليمية تشمل مراكز طفولة مبكرة ومدارس ومعاهد تدريبية ومؤسسات تعليم عالٍ، والاستماع لآراء أكثر من 700 مشارك من تربويين ومعلمين ومديري مدارس وأولياء أمور ورؤساء جامعات وآخرين، حيث شملت المناقشات كافة الجوانب المتعلقة بالعملية التعليمية والمؤثرة فيها سواء بشكل مباشر أو بصورة غير مباشرة، حرصاً على خروج الاستراتيجية على الوجه الذي يضمن الوصول إلى المستهدفات المرجوة لهذا القطاع.
وحسب البيانات المتاحة من أرقام كان المجلس التنفيذي لإمارة دبي قد اعتمد خلال اجتماعه المنعقد يوم 1 أكتوبر 2024 مجموعة من الاستراتيجيات لدعم تحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات استراتيجية التعليم 2033 والتي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في منظومة التعليم، كاستثمار في مستقبل دبي من أجل تمكين الأجيال.
من جانبها، أكدت عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، أن استراتيجية التعليم، تمهد الطريق أمام طفرة تطويرية جديدة في قطاع التعليم في الإمارة بما تتضمنه من أهداف طموحة تستلهم رؤية القيادة الرشيدة للمستقبل وتواكب التطور السريع لمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، سواء في دبي أو على مستوى الدولة بصورة عامة.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية الجديدة للتعليم في دبي تحتضن التنوع الثقافي الذي تتميز به إمارة دبي، والذي سيثري بدوره تجربة التعلم لكل طالب، فضلاً عن تمكين المتعلمين من مهارات المستقبل في ظل عالم متغير بوتيرة متسارعة، لافتة إلى الاهتمام بتضمين المناهج الدراسية ما يعين الطالب على مواكبة المستجدات التقنية المحيطة، ومن أهمها الذكاء الاصطناعي.