قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، ضد النازحين في خيام بالية “ضمن المنطقة التي أعلنها إنسانية” في مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، دليل إضافي على أن الصمت الدولي على جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 11 شهرًا وعدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، تشجّع إسرائيل على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.
وأوضح المرصد الحقوقي أن تحقيقاته الأوّلية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية ألقت ثلاث قنابل من نوع (MK-84) الأمريكية الصنع، بعد منتصف الليل، على تجمع خيام النازحين وهم نيام، ما أحدث 3 حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها.
وأشار إلى أن المنطقة التي توجد بها خيام النازحين عبارة عن كثبان رملية، وبالتالي فإن العديد من الخيام بمن فيها من عائلات كاملة دُفنت تحت الرمال.
وذكر أن الحصيلة الأولية للضحايا تجاوزت 60 بين شهيد وجريح، مشددًا على أن استخدام هذا النوع من القنابل الأمريكية ذات الأثر التدميري الواسع في منطقة مليئة بالخيام والنازحين، مؤشر على نيّة جيش الاحتلال قتل أكبر عدد من المدنيين، علمًا بأنه لم يسبق القصف أي إنذارات إخلاء.
ونبّه الأورومتوسطي إلى أن هذه المجزرة تأتي بعد شهر من المجزرة الدامية التي ارتكبها جيش الاحتلال عندما قصف مدرسة “التابعين” في مدينة غزة، وقتل أكثر من 100 فلسطيني.
وشدد المرصد على أنه حتى في حال صحت الادعاءات بوجود أفراد من فصائل مسلحة في المنطقة، فإن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها في منطقة تعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالنازحين المدنيين في القطاع وارتكاب مجزرة ضد المدنيين خلال نومهم، لا يمكن تبريره بأي حال.
وشدد على أن حالة الصمت والتجاهل التي تمر بها مثل هذه المجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب كونها تستهدف المدنيين بشكل صرف ومتكرر “مخزية ويندى لها الجبين، وتشكل ضوءًا أخضر لإسرائيل للاستمرار في ارتكابها ضمن نهج واضح لقتل الفلسطينيين جماعيًّا والقضاء عليهم”.
وأكد أن الولايات المتحدة شريكة في هذه الجريمة، كونها تزود جيش الاحتلال بالأسلحة والقنابل المدمرة رغم علمها باستخدامها في قتل مئات المدنيين في كل مرة، وجدد المرصد مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة وحماية المدنيين هناك، وفرض العقوبات الفعالة على "إسرائيل".
ودعا المرصد إلى مساءلة ومحاسبة الاحتلال والدول المتواطئة والشريكة معه في ارتكاب الجرائم وأهمها الولايات المتحدة، وغيرها من الدول التي تزود "إسرائيل" بأي من أشكال الدعم أو المساعدة المتصلة باستمرار ارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك تقديم العون والانخراط في العلاقات التعاقدية بالمجالات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والقانونية والمالية والإعلامية.