قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إن الجيش الأميركي يستعد لاحتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل مخاوف من أن الانهيار قد يؤدي إلى تصاعد الحرب إلى مستوى إقليمي أوسع.
وأعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال سي كيو براون عن قلقه من تأثير توقف المحادثات على التوترات الإقليمية.
وأوضح براون، الذي كان في طريقه لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في ألمانيا، أنه يدرس كيفية استجابة الفاعلين الإقليميين إذا فشلت المحادثات، محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة النشاطات العسكرية ويؤدي إلى توسيع الحرب. وأكد أن تركيزه ينصب على تجنب توسيع الصراع وحماية القوات الأميركية.
وترى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن محادثات وقف إطلاق النار هي المفتاح لخفض التوترات في المنطقة وتجنب نشوب حرب إقليمية شاملة.
ورغم محاولة الولايات المتحدة الحفاظ على التفاؤل بشأن المحادثات، فإن المفاوضات لا تزال عالقة، حيث تباينت المواقف بين إسرائيل وحماس حول تفاصيل تتعلق بإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، وكذلك حول مطلب "إسرائيل" الاحتفاظ بقواتها على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وفي تصريح أمس الخميس، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن الولايات المتحدة ستشارك "خلال الأيام القادمة" مع الأطراف المعنية بأفكار حول كيفية حل القضايا المتبقية.
وأضاف أن "القرار النهائي سيكون مسؤولية الأطراف المعنية". ورغم التفاؤل الذي حاولت الولايات المتحدة الحفاظ عليه، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول التقليل علنا من شأن التقدم في المفاوضات، قائلا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية إن الصفقة "ليست قريبة".
بالمقابل، قال مسؤولون أميركيون كبار للصحيفة إن المحادثات اكتملت بنسبة 90%، لكنهم اعترفوا بأن النقاط الصعبة لا تزال دون حل، ورفضوا الانتقادات التي تقول إنهم كانوا متفائلين أكثر من اللازم بشأن العملية.
بدوره، عبّر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أمس الخميس عن الإحباط من عدم التوصل إلى صفقة حتى الآن، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية واجهت عدة انتكاسات.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعرب بايدن عن إحباطه من دور نتنياهو في المفاوضات، مؤكدا اعتقاده أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لا يقوم بما يكفي لدفع الصفقة قدما. ومع ذلك، فإن واشنطن، وفي الأيام الأخيرة، ألقت باللوم على حماس في تعثر المحادثات.
وأوضح مسؤول أميركي كبير أن وفاة 6 من الأسرى الإسرائيليين الأسبوع الماضي قد "أضفى شعورا بالإلحاح على العملية (التفاوضية)"، ولكنه أيضا "أثار تساؤلات عن استعداد حماس لعقد صفقة من أي نوع".