قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية: «إن أبو ظبي تثق في أمريكا أكثر من ثقتها في السعودية التي تشكك بسياسات واشنطن بعد التقارب بين إدارة أوباما وإيران، مؤكدة أن الدور الذي تحاول الإمارات لعبه حاليا يكشف طموحاتها الكبيرة للعب دور إقليمي في منطقة الخليج والمنطقة العربية يتجاوز الدور الإقليمي لدول أخرى».
وقال ايان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الجاريان في مقال له بالصحيفة حمل عنوان الدور القيادي الذي تلعبه الإمارات ضد داعش يكشف طموحاتها الكبيرة، «أن أبوظبي أدخلت نفسها في نسيج الاستراتيجية الأميركية الدفاعية ففي أغسطس الماضي قامت طائرات إماراتية بقصف أهداف للإسلاميين في ليبيا انطلاقا من مصر، ومع أنهم لم يؤكدوا ذلك رسميا، لكن يبدو أنهم تعلموا هذا النوع من الممارسات من إسرائيل».
وقال الكاتب ان محاربة الإسلاميين في الداخل والخارج - وبالتالي دعم زملائه الحكام المستبدين - هو محور الإمارات الرسمي على النحو المنصوص عليه من قبل محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبو ظبي، وهو ما عبر عنه أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الجلسة الافتتاحية الأولى لمركز الإمارات للدراسات الأخير في أبو ظبي - والذي يدشن ويكشف أجندة طموحات أبو ظبي في المنطقة.
وأضاف: إن «الرائد طيار مريم المنصوري لعبت دور البطولة في الحملة الدعائية التي أطلقتها الإمارات الشهر الماضي، وذلك عندما تم تصويرها وهي ترفع ابهامها في قمرة قيادة المقاتلة F16 قبل أن تقلع
خلال الهجمات الأولى التي شنها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده أمريكا».
وتابع: أن «هذه الصورة اللافتة تظهر افتخار دولة الإمارات الصغيرة الثرية وهي تتباهى بمكانتها الحديثة وتعمق أجندتها السياسية في منطقة تواجه اضطرابا عميقا"، مشيرا إلى أن "الدور القيادي الذي تمارسه الإمارات في الحرب ضد داعش هو مجرد جزء صغير من طموحاتها الكبيرة في الشرق الأوسط الذي بدأ يتحول بفعل الربيع العربي».
وواصل: أن «مصر باتت الآن بلدا ضعيفا بسبب الهزات السياسية التي تعرضت لها بعد الإطاحة برئيسها الأسبق حسني مبارك وخلفه محمد مرسي، وتركيا باتت مكروهة من المحافظين بسبب دعمها للإسلاميين، وسوريا والعراق مزقتهما إراقة الدماء والطائفية، والسعودية، عملاق الخليج السني ، بطيئة وحذرة أما أبو ظبي فهي حيوية وواثقة من نفسها وتتطلع إلى أمام، وهي بحسب أحد الدبلوماسيين الغربيين تعمل على تأكيد نموذجها وتواجه نهج الإخوان المسلمين الذي يرفع شعار «الإسلام هم الحل».
وقال الكاتب إن للإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لبريطانيا في العالم العربي، دور فعال في دفع الحكومة البريطانية برئاسة رئيس الوزراء كاميرون لإجراء تحقيق حول أنشطة الإخوان في بريطانيا - مع أمل أن يؤدي ذلك إلى حظرها في بريطانيا.
وأوضح أن أبو ظبي لا تسمح بالاحزاب السياسية وتتعرض للنقد من منظمات حقوق الإنسان بقسوة بعد إدانة 69 الإسلاميين وغيرهم، بتهمة السعي لقلب نظام الحكم، ولكن الحلفاء الغربيين يلوذون بالصمت ولا ينتقدون هذه التجاوزات، وتقوم أبو ظبي بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي عن كثب، ويتم اعتقال المعارضين بشكل مستمر وروتيني، كما أن معاملة العمال المهاجرين إلى الإمارات السيئة تشهد انتقاد مستمر من المنظمات غير الحكومية.