أدانت الوكالات الإنسانية الأممية، اليوم الثلاثاء، التقدم الإسرائيلي نحو رفح في جنوب قطاع غزة، في حين حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاحتلال الإسرائيلي على وقف التصعيد وإعادة فتح معبر رفح.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إنه بالنسبة للمدنيين الذين طلب منهم الإخلاء، لا توجد أي طرق آمنة إلى الشمال ولا أماكن آمنة بها منشآت صحية وإمدادات غذائية كافية.
وأضافت أن هذه الأمور هي المتطلبات الإنسانية الأساسية للإخلاء.
وأوضحت “هناك دلالات قوية على أن هذا يتم بصورة تنتهك القانون الإنساني الدولي”.
وقال ينس لارك المتحدث باسم المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية “هذا الصباح يعد من أحلك الأيام خلال هذا الكابوس المستمر منذ سبعة أشهر”.
وأضاف أن "إسرائيل" تجاهلت جميع التحذيرات بشأن تأثير الهجوم على رفح على المدنيين، وقال “الذعر واليأس يسودان”.
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “أسوأ مخاوفنا يبدو أنه يصبح حقيقة”.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التوصل إلى اتفاق بين حكومة "إسرائيل" وقيادة حماس وهو “أمر ضروري لوقف المعاناة التي لا تطاق للفلسطينيين في غزة وللرهائن وأسرهم”.
وقال إنه سيكون أمرا مأساويا إذا لم تسفر أسابيع من النشاط الدبلوماسي المكثف من أجل السلام في غزة عن وقف إطلاق النار يؤدي إلى “إطلاق سراح الرهائن ويوقف الهجوم المدمر في رفح“.
وجاء في البيان “أكرر ندائي لكلا الطرفين إلى إظهار الشجاعة السياسية وعدم ادخار أي جهد لتحقيق الأمن وعقد اتفاق الآن لوقف سفك الدماء ولتحرير الرهائن وللمساعدة في استقرار المنطقة التي لا تزال معرضة للخطر من الانفجار. إنها فرصة بالغة الأهمية ولا يجوز للمنطقة ــ بل والعالم ــ أن تضيعها إلا أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ”.
وأضاف: “أشعر بالانزعاج والحزن إزاء النشاط العسكري المتجدد في رفح من قبل قوات الدفاع الإسرائيلي. إن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم يضر بشكل خاص بالوضع الحالي الإنساني المزري. ويجب إعادة فتحهما على الفور. إنني أحث حكومة إسرائيل على وقف أي تصعيد والانخراط بشكل بناء في ما يجري حاليا من محادثات دبلوماسية”.
وأضاف غوتيريش في بيانه المقتضب: “بعد مقتل أكثر من 1100 إسرائيلي في هجمات حماس الإرهابية في 7 أكتوبر… بعد قتل 34 ألف فلسطيني في غزة، ألم نر ما يكفي؟ ألم يعان المدنيون ما يكفي من الموت والدمار؟ ولا يخطئن أحد، فالهجوم واسع النطاق على رفح سيكون بمثابة كارثة إنسانية. المزيد من الضحايا المدنيين لا تعد ولا تحصى. أُجبرت أعداد لا حصر لها من العائلات على الفرار مرة أخرى. لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه لأنه لا يوجد مكان آمن في غزة وفي هذه الأثناء، ستكون التداعيات محسوسة في مناطق أبعد بكثير، في الضفة الغربية المحتلة، وفي جميع أنحاء العالم".
وتابع: "إن مهاجمة رفح سوف تزيد من تقويض جهودنا الرامية إلى دعم الأشخاص الذين يعانون من ضائقة إنسانية شديدة. المجاعة تلوح في الأفق. إن القانون الإنساني الدولي واضح لا لبس فيه: يجب حماية المدنيين – سواء غادروا رفح أو بقوا في المدينة، فالهجوم على رفح سيكون خطأً استراتيجياً، وكارثة سياسية، وإنسانية”.