اتبعت الإمارات استراتيجية أكثر سرية في شراء النفوذ، وهي دفع ملايين الدولارات لشركة ضغط أمريكية- تتألف من كبار المسؤولين السابقين في وزارة الخزانة من كلا الحزبين- لنقل قصص ضد قطر إلى الصحفيين الأمريكيين.
وبالفعل أحرز هذا التكتيك الأكثر دهاء نجاحًا ملحوظًا، وأوضح بجلاءٍ كيف أن الخطاب السياسي في وسائل الإعلام الأمريكية يمكن شراؤه حرفيًا.
تُدار هذه العملية بشكل مثير، وتثبت فعاليتها سهولة التلاعب بتصورات الرأي العام الأمريكي وتقارير وسائل الإعلام. ويكفيك في هذا الصدد معرفة أن أحد كبار وزارة الخزانة، المسؤول عن سياسة الولايات المتحدة تجاه الإمارات ترك الحكومة الأمريكية وأنشأ شركة ضغط جديدة، تلقت على الفور بعدها ملايين الدولارات من البلد الذي كان مسؤولا عنه؛ لاستخدام نفوذه وعلاقاته لصالحه.
و تنفق الإمارات أكثر من أي بلد آخر في العالم للتأثير على سياسة الولايات المتحدة وصياغة حواراتها الداخلية، كما دفعت لمسؤولين حكوميين سابقين رفيعي المستوى عملوا معها- مثل ماثيو ابشتاين وشركته كامستول جروب- لتنفيذ أجندتها في الولايات المتحدة.
فما الذي قدمته "كامستول" مقابل هذه الملايين من الدولارات؟ أنفقت أوقاتًا هائلة للتودد إلى الصحفيين لزرع قصص مناوئة لقطر، ونجحت إلى حد كبير. كانت استراتيجيتها واضحة: استهداف الكتاب المؤيدين لإسرائيل المنتمين للمحافظين الجدد، مثل إلي ليك (ديلي بيست) وألان جودمان (فري بيكون)، وإليوت أبرامز (إيران-كونترا)، وجينيفر روبين (واشنطن بوست)، ومايكل روبن (معهد امريكان انتربرايز)، وكلهم حريص على تعزيز صورة قطر- الممولة - للإرهاب التي تروجها إسرائيل. كما استهدفت المجموعة أيضًا الشخصيات العاملة في المؤسسات الإعلامية مثل إيرين بيرنيت (سي إن إن)، ومارك هوزنبول (رويترز)، وجوبي واريك (واشنطن بوست).
وفي النصف الأخير من عام 2013، أجرت "كامستول" 15 اتصالًا منفصلًا مع "ليك" كلهم لصالح الأجندة الإماراتية، وخلال شهر ديسمبر فقط أجرت 10 اتصالات منفصلة مع "جودمان"، إلى جانب عدة محادثات مع "واريك". في الوقت ذاته، كانت المجموعة تتحدث بالنيابة عن عميلها الإماراتي مع زملائها السابقين الذين لا يزالون يعملون كمسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخزانة، بما في ذلك كيت باور، الملحق المالي للوزارة في الإمارات، وداني ماكجلين، نائب مساعد الوزير.