شكا أولياء أمور من تنامي سلوكيات التنمر بالمدارس الحكومية والخاصة، داعين الإدارات المدرسية إلى تفعيل لائحة السلوك المعتمدة من مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بشأن تلك الظاهرة، خصوصاً أن الدولة تنبهت مبكراً للتنمر، وعمدت من خلال العمل المؤسسي على تطويقه.
وأكدوا أن تلك السلوكيات باتت من أسباب تراجع التحصيل الدراسي لأبنائهم، وعدم رغبتهم في الذهاب للمدرسة، فضلاً عن إصابة العديد منهم بالاكتئاب والعزلة وربما عواقب أخطر، وفق ما أوردته صحيفة "البيان".
وأفادوا بتعرض أبنائهم بصورة يومية للتنمر، وتحديداً اللفظي، دون أن يقابل ذلك إجراءات فاعلة من المدارس، معللين ذلك بأنها "تصرفات أطفال".
وطالبوا بتدريب التربويين، وتبصيرهم بأهمية عدم تجاهل حالات التنمر، محذرين من تحول بعض المتنمرين وجنوحهم نحو العنف، في ظل تراجع بعض إدارات المدارس عن القيام بدورها.
وشكت ولية أمر طالبة بالصف الرابع من تعرض ابنتها بصورة شبه يومية إلى التنمر، وتحديداً اللفظي، دون أن تتخذ إدارة المدرسة أي إجراء فاعل وحاسم، وعللت» الأخيرة» ذلك بأنه «تصرفات أطفال».
ولفتت إلى أهمية تدريب العاملين بالمدارس على كيفية التعامل مع حالات التنمر وعدم تجاهلها، محذرة من جنوح بعض المتنمرين نحو العنف المنظم.
وذكرت ولية أمر طالبة في الصف السادس أن ابنتها تتعرض للتنمر من قبل زملاء لها، لكونها مريضة بالسكري، مشيرة إلى تقديمها أكثر من شكوى، بعد أن ساءت الحالة النفسية لابنتها، ووصلت لحد فقدان الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، غير أنها لمست تجاوباً غير مرضٍ، وفقاً لتعبيرها، وكانت مبررات المدرسة أن المشتكى بحقهم أطفال.
ودعا ولي أمر طالب بالصف الخامس الإدارات المدرسية إلى تفعيل الإجراءات التي اعتمدتها مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بشأن تلك الظاهرة، التي باتت من أسباب تراجع التحصيل الدراسي لابنه، الذي تعرض للتنمر اللفظي أكثر من مرة، دون اتخاذ إجراء حاسم من إدارة المدرسة.
وأردف بأن ابنه أعلن عدم رغبته في الذهاب للمدرسة، بعدما أصيب بحالة من الاكتئاب والعزلة، مؤكداً أنه يخضع حالياً للعلاج النفسي للتعافي من حالات التنمر التي تعرض لها أكثر من مرة.
وصنفت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي التنمر ضمن السلوكيات الخطرة، التي تكبد مرتكبها 12 درجة، محددة 7 آليات للتعامل مع المتنمرين، تضمنت إيقافهم عن الدراسة، وتشكيل لجنة داخلية لاتخاذ القرارات المناسبة.
كما تضمنت اللائحة تحويل الطالب لجهة تقويم السلوك لمدة لا تزيد على ثلاثة أسابيع، في حال ارتكاب المخالفة للمرة الأولى، فضلاً عن استدعاء ولي الأمر، وتوقيعه على القرار، ومتابعة واستلام تقارير تطور حالة الطالب من قبل الجهة المختصة.
وفي حال تكرار المخالفة، يخصم منه 12 درجة أخرى، مع إعادة اتخاذ كافة الإجراءات السابقة، وفي حال عدم تغير السلوك، يُنقل الطالب إلى مدرسة أخرى تأديباً.