بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة اليوم السبت، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأولوية القصوى لضمان توفير الحماية الكاملة للمدنيين والحفاظ على أرواحهم وضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة إلى جانب الوقف الفوري لجميع أشكال التصعيد.
وأشارت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إلى أن اللقاء - الذي جرى في قصر الشاطئ بأبوظبي - تناول ضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدبلوماسية الإقليمية والدولية لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الأوضاع واندلاع مزيد من العنف والأزمات في المنطقة وذلك في ظل تطورات الأوضاع وتداعياتها الخطيرة التي تشهدها.
وأضافت أن الجانبين بحثا أهمية العمل على إيجاد أفق سياسي واضح لضمان تحقيق السلام العادل والشامل الذي يرسخ الأمن والاستقرار الإقليميين.. مؤكدين حرصهما المشترك على تعزيز الاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط.
ووصل بلينكن إلى أبوظبي قادماً من السعودية ضمن جولة إلى المنطقة، بدأها يوم الخميس من دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفشل الوزير الأمريكي في الحصول على تأييد عربي كبير لتوجهات بلاده الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الوحشي على قطاع غزة، ومحاولة تهجير سكانها.
ولاقت دعوة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، إلى ترحيل سكان غزة للجنوب، رفضا دوليا وعربيا واسعا، مقابل ضوء أخضر أمريكي للتنفيذ، فيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن الاحتلال الإسرائيلي "يحاول توزيع سكان قطاع غزة على دول العالم".
وفي وقت سابق اليوم السبت، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال لقائه بلينكن، رفض المملكة القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، معرباً عن إدانته لاستهداف المدنيين بأي شكل.
وشدد الوزير السعودي على مطالبة المملكة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ومحيطها، ورفع الحصار عن القطاع تماشياً مع القانون الدولي.
وقال بلينكن إن الهجوم الذي تعرضت له دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن وصفه، معتبراً أن حركة المقاومة الإسلامية حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني وآماله.
وأضاف أنه يجب العمل على حماية المدنيين، وإقامة مناطق آمنة، وإيصال المساعدات لغزة، مشيراً إلى أن واشنطن تعمل مع السعودية لضمان حماية المدنيين في القطاع.
ويوم الخميس، قال بلينكن إنه لا يزور "إسرائيل" كوزير خارجية للولايات المتحدة، وإنما كيهودي تعرض جده للاضطهاد، حد زعمه.
وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى استشهاد أكثر من 2217 فلسطينياً وإصابة أكثر من 8700 غالبيتهم من النساء والأطفال.