حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، من خطر الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في مدينة درنة الليبية بعد الفيضانات التي اجتاحتها الأحد الماضي، مشيرة إلى "صدمة عاطفية هائلة" يواجهها الأهالي.
جاء ذلك وفق بيان نشره الصليب الأحمر على موقعه الإلكتروني، نقل تصريحات أدلى بها يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية إلى ليبيا، والتي كان لديها فريق في درنة لدعم الأسر في الأنشطة الاقتصادية الصغيرة عندما اجتاحت مياه الفيضانات المدينة.
والأحد الماضي، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، الأربعاء.
وقال فريديز: "كانت هذه الكارثة عنيفة ووحشية، حيث دمرت موجة بارتفاع 7 أمتار المباني وجرفت البنية التحتية إلى البحر، والآن فُقدت أسر بأكملها، ولفظت الأمواج الجثث نحو الشاطئ، الآن، تواجه المدينة صدمة عاطفية هائلة".
وأضاف: "يتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه العمل الإنساني، في الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تضررت الطرق بشكل خطير أو دمّرت".
ولفت إلى أن "اللجنة الدولية تقيّم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، ما يشكل تحديا إضافيا للسكان".
وأفاد فريديز بأن "فرق الطوارئ والسلطات تعمل الآن على تخفيف الصعوبات".
وتابع: "من المشجع رؤية السكان والسلطات يتحدون لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة، لكن الطريق طويل الآن، سيستغرق الأمر عدة أشهر، وربما سنوات، حتى يتعافى السكان من هذه الأضرار الهائلة".
وشهدت ليبيا عدة حروب بينها التي وقعت عام 2011 بين قوات العقيد الراحل معمر القذافي الحاكم السابق للبلاد ومعارضيه، بينما شهدت مدينتا بنغازي ودرنة (شرق) في 2014 و2018 معارك بين قوات الشرق التي يقودها خليفة حفتر وكتائب ثورية.
وعام 2016، وقعت حرب في سرت (وسط) بين "داعش" وقوات حكومة الوفاق الوطني السابقة بينما شهدت طرابلس حربا بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق في 2019، خلفت جميعها ذخائر غير منفجرة وألغاما.