دعا خطيب يوم عرفة، الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء في السعودية اليوم الثلاثاء، إلى الاجتماع على المحبة والتآلف وعدم التنازع والتفرق.
جاء ذلك في خطبته بمسجد نمرة التي ألقاها بمشعر عرفات غرب السعودية، بحضور حجاج بيت الله الحرام، بحسب ما نقله إعلام رسمي، منها وكالة الأنباء وقناة "الإخبارية"، تزامنا مع يوم عرفة الركن الأعظم في الحج.
وقال إن "اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون".
وأضاف أن "مما تتابعت النصوص (الإسلامية) على تأكيد أمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف".
وأكد أن "في اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد، وحصول للتعاون على البر والتقوى، ويُنصر الحق ويُدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين".
وقال: "علينا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات".
ونبه إلى أن "الشريعة نهـت عن الانسياق وراء الإشاعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف".
وأضاف: "من هنا يُحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه".
وشدد على "وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة".
وبعد الخطبة أقام الحجاج الذين توافدوا مبكرا إلى مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا؛ اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفق (واس).
والوقوف بمشعر عرفة في ثاني أيام الحج الستة، وتأسياً برسول الإسلام (ص) الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع الشهيرة، كما يحرص فيه الحجاج على الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى طمعا في الرحمة والمغفرة.
ويقع عرفات على الطريق بين مدينتي مكة المكرمة والطائف على بعد 10 كيلومترات من مشعر "منى" الذى يقضى فيه الحجاج يوم التروية، اليوم الثامن من ذي الحجة.