تستضيف جنيف اليوم الإثنين، مؤتمرًا برعاية السعودية لمحاولة تنسيق وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان السودان حيث الحرب مستمرة منذ أكثر من شهرين.
وأمس الأحد، دخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ أبرمها الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
التزم الطرفان وقف إطلاق النار للسماح بمرور المساعدات الإنسانية في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، وهي إحدى أفقر دول العالم. ورغم توقف إطلاق النار الأحد بعد عدة أيام من القصف المتواصل، لا تزال الأدوية والمواد الغذائية شحيحة.
وأبدى سكان في العاصمة رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار أطول. وقالت هناء حسين التي تقطن وسط الخرطوم "مشكلتنا أن الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جدا كأنما المقاتلون يريدون تعويض أيام الهدنة".
من جهته، قال سامي عمر الذي يقطن ضاحية أم درمان بشمال العاصمة "نريد وقفا شاملا لإطلاق النار".
وأضاف "الهدنة لا تكفى لكي نواصل حياتنا. قد يتوقفون عن القتال، لكن قوات الدعم السريع لن تغادر المنازل (التي سيطر عناصرها عليها)، كما أن المرور عبر نقاط التفتيش صعب أيام القتال"، وفقا وكالة "فرانس برس".
- أكثر من ألفَي قتيل -
تسبّب النزاع، منذ اندلاعه في 15 أبريل، بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.
كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم الى دول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان وعددهم نحو 45 مليونا، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل النزاع.
وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر الى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت 16 بالمئة فقط من التمويل المطلوب.
وأعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أن المؤتمر هدفه "إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة".
إلى جانب السعودية، ستشارك في المؤتمر كل من قطر ومصر وألمانيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) والاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفق الحكومة السعودية.
ومنذ أسابيع، تقود واشنطن والرياض وساطة في مفاوضات في جدّة لحل النزاع الدائر في السودان.